إذا كانت البطولات الكبرى في أوروبّا تنتظر يوم الميلاد لاستراحة محاربيها، فإنّ إنكلترا تجعل من تاريخ اليوم الّذي يلي عيد الميلاد المجيد أي في 26 كانون الأوّل من كلّ عام يومًا غير مسبوق في كرة القدم يطلق عليه اسم "بوكسينغ داي" تخوض خلاله كلّ الفرق الإنكليزيّة مرحلة كاملة من بطولة الدوري بفارق ساعات قليلة.
وجاءت مباريات مرحلة الـ"بوكسينغ داي" أي المرحلة 18 من الدوري الإنكليزيّ لتصبّ أكثر فأكثر في مصلحة متصدّر البطولة والفريق الأفضل في العالم حاليًّا ليفربول.
فقد عاش فريق مانشستر سيتي مجدّدًا الأمرّين في محاولة لتحقيق ثاني فوز له في مبارياته الـ12 الأخيرة في مختلف البطولات، إذ إنّه حاول الاستفادة من استضافته فريق أيفرتون أحد أضعف فرق البطولة لكي يحقّق فوزًا كبيرًا يصالح من خلاله بعضًا من جماهيره.
أمنيات السيتي تحوّلت مرّة جديدة إلى مجرّد أوهام، إذ إنّه وعلى أرضه في ملعب الاتّحاد اصطدم بتنظيم دفاعيّ مميّز جدًّا لفريق أيفرتون، قابله استعجال كبير من ناحية بطل إنكلترا الّذي افتقد عنصر الثقة وافتقد معه التجانس على أرض الملعب ليفتقد نجومه حسّ التهديف وبالتالي يكتفي بتعادل 1-1 يعيده إلى المركز السابع في الترتيب، بعدما كان متصدّرًا للـ"بريمير ليغ" في نهاية شهر تشرين الأوّل، علمًا أنّ مانشستر سيتي لم يكن يومًا في السنوات العشر الأخيرة إلّا في المراكز الثلاثة الأولى من البطولة.
تعثّر السيتي قابله أيضًا تهاوي وصيف الصدارة فريق تشلسي على أرضه في العاصمة لندن أمام فريق فولهام المغمور إنّما العنيد والّذي تمكّن من قلب تأخّره في منتصف الشوط الثاني إلى انتصار تاريخيّ حقّقه بتسجيله هدفين قاتلين في الدقيقة 82 والدقيقة 93 في الوقت القاتل بهدف رائع من البرازيليّ رودريغو منيز، ممّا حرم تشلسي من مطاردة فريق ليفربول بسقوطه امام فولهام 1-2 .
ويعتبر سقوط تشلسي المفاجئ الأوّل في عشر مباريات لم يعرف فيها الخسارة والسقوط الأوّل أيضًا له أمام فولهام على ملعبه في "ستامفورد بريدج" منذ عام 1979 أي منذ 45 عامًا.
وجاء سقوط تشلسي بعد تعثّر مانشستر سيتي كهديّة ميلاد جديدة لمتصدّر البطولة فريق ليفربول الّذي لم يعرف الخسارة هذا العام في مختلف البطولات سوى مرّة واحدة، فهو لم يجد أي صعوبة في تخطّي ضيفه فريق ليستر سيتي، إذ حقّق فريق الـ"ريدز" انتصارًا مريحًا على ضيفه ليستر بفوزه عليه بنتيجة 3-1 في مباراة سجّل خلالها الفرعون المصريّ محمّد صلاح هدفًا رائعًا جدًّا هو الرقم 16 له في بطولة إنكلترا هذا الموسم في 17 مباراة.
وجاءت المرحلة 18 من بطولة الـ"بريمير ليغ" لتعزّز موقع ليفربول في صدارة بطولة الدوري الإنكليزيّ مع 42 نقطة ليبتعد بفارق سبع نقاط عن تشلسي الثاني وثماني نقاط عن نوتنغهام فوريست الثالث الّذي فاز على توتنهام 1-0، وبفارق 14 نقطة عن السيتي بطل الدوري الّذي فقد كلّ الفرص لمحاولة اللحاق بليفربول الّذي له أيضًا مباراة مؤجّلة أمام ابن مدينته فريق أيفرتون، ليكون ليفربول وباكرًا جدًّا أقرب من أيّ وقت مضى من إحراز لقب الدوري الإنكليزيّ لموسم 2024/2025 والّذي سيحمل الرقم 20 لفريق الـ"ريدز" واللقب الإنكليزيّ الثاني للنجم المصريّ محمّد صلاح.