لا صوت يعلو أبدًا غدًا الأحد عند الساعة السادسة والنصف مساء على صوت الدربي الناريّ الّذي سيجمع فريقي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد. والمعركة لا رحمة فيها أبدًا، إذ إنّها للمرّة الأولى تقع بين الفريقين الأزرق والأحمر، وهما في اتّجاه معاكس تمامًا.
فالمباراة ستكون المحطّة الأخيرة في الاتّجاه الّذي سترسم نتيجته قدر كلّ منهما على مدى سنة كاملة على الأقلّ. فمباراة الـ"دربي" لهذا الموسم تأتي على عكس ما تشتهي سفن الـ"سيتيزنس" الّتي فرضت سيطرة مطلقة على بريطانيا وأوروبّا في السنوات العشر قبل أن تنهار القلعة على ملكها في المراحل العشر الأخيرة من الموسم الحاليّ.
ويأتي الدربي الناريّ بين فريقي مدينة مانشستر في ظلّ تعثّر الـ"بلوز" أي السيتي على الصعد كافّة، إذ لم يحقّق سوى فوز وحيد في آخر 10 مواجهات خاضها في مختلف البطولات، لا بل لم يعرف سوى الخسارات المتتالية والخيبات غير المتوقّعة. فعلى صعيد الدوري الإنكليزيّ الممتاز الـ"بريميرليج"، حقّق السيتي فوزًا وحيدًا في آخر 6 جولات، بينما تعرّض بطل إنكلترا 6 مرّات في عهد غوارديولا إلى الخسارة في أربع مباريات على التوالي منها سقوطًا مدوّيًا في ملعبه وبين جماهيره أمام توتنهام 0-4 وخسارة أخرى أمام ليفربول المتصدّر 2-0 في لقاء لم يتمكّن فيه السيتي من خلق ولو فرصة واحدة طوال الشوط الأوّل من مباراتهما الّتي ابتعد بنتيجتها ليفربول بفارق كبير عن خصمه اللدود في صدارة الترتيب.
وبهذا الانهيار غير المسبوق لمانشستر سيتي، تراجع الأخير من المركز الأوّل بفارق 4 نقاط إلى المركز الرابع برصيد 27 نقطة، متأخّرًا عن ليفربول المتصدّر بفارق 8 نقاط وفارق مباراة مؤجّلة أيضًا للـ"ريدز" مع أيفرتون المتواضع.
ومع هذا السقوط المدوّي لأقوى فريق في أوروبّا والعالم في السنوات العشر الأخيرة، يأتي الدربي مساء غدًا الأحد بطابع خاصّ جدًّا، مقارنة مع مواجهاتهما السابقة حيث يحمل في هذا الموسم الـ"كلاش" أو الصدام المرتقب المباشر بين الإسبانيّ بيب غوارديولا مدرّب السيتي، ونظيره البرتغاليّ روبن أموريم المدير الفنّيّ الجديد لليونايتد.
وتخشى جماهير فريق السيتي استمرار تعثّرات الفريق عند خوض الدربي الّذي يظهر فيه أموريم للمرّة الأولى. ولن تكون هذه المباراة هي الأولى الّتي يتواجه فيها غوارديولا مع أموريم، بل سبق للمدرّبين الاصطدام ببعضهما في دوري أبطال أوروبّا 3 مرّات. آخر هذه الصدامات يعود للشهر الماضي، حين قاد أموريم فريقه السابق سبورتنج لشبونة لتوجيه صفعة لرجال غوارديولا بإسقاطهم 4-1 في المرحلة الرابعة من دوري الأبطال الأوروبّيّ، وهو ما تخشى جماهير السيتي تكراره.
ويأتي لقاء غدًا الأحد بعد أسابيع قليلة من توقيع غوارديولا على عقد جديد، يبقيه في ملعب الاتّحاد حتّى حزيران/يونيو 2027، بينما يعمل في المقابل مدرّب الشياطين الحمر في رابع إاطلالة له مع اليونايتد على إيعاد أمجاد الماضي لأشهر فريق كرة قدم على الكرة الأرضيّة.
وسيدخل فريق غوارديولا المباراة بتشكيلة هجوميّة صرف، إذ لم يعد في إمكان المدرّب الإسبانيّ ولا جهازه الإداريّ هضم أي نتيجة سوى إحراز الفوز ونقاط المباراة الثلاث، وإلّا قد يكون مصير غوارديولا مغادرة القلعة الزرقاء قبل نهاية العام الحاليّ.
ومن المتوقّع أن يعتمد غوارديولا على نجمه البلجيكيّ كيفن دو بروين في خطّ الوسط بعدما عادت الأمور إلى نصابها بينهما في الأيّام الأخيرة، وذلك بعد نحو شهرين من عدم الثقة والمودّة بين المدرّب ونجم فريقه الّذي تراجع مستواه كثيرًا عن الأعوام السابقة.
وفي غياب رودري عن الساحة بسبب الإصابة، سيكون البرازيليّ سافينيو والبرتغاليّ نونيز إلى جانب دو بروين ومن أمامهم الهدّاف النرويجيّ إيرلينغ هالاند الّذي فقد في هذا الموسم البعض من بريقه .
في المقابل، سيظهر اليونايتد بتشكيلة متوازنة جدًّا ومتماسكة بين خطّي الدفاع والوسط سيقودها النجم الأرجنتينيّ أليخاندرو غرناشو وإلى جانبه البرتغاليّ برونو فرنانديز، وقد ينضمّ إليها المهاجم الإنكليزيّ الدوليّ ماركوس راشفورد لتعويض خيبة الخطوة الناقصة الّتي سقط فيها الشياطين الحمر الأسبوع الماضي أمام نوتنغهام فوريست في الـ"أولد ترافورد" والّتي أتت بعد سلسلة من المباريات الناجحة لليونايتد.
ما هو أكيد أنّ ما بعد تاريخ مواجهة الدربي غدًا لن يكون بالتأكيد كما قبله.