ظهر منتخب لبنان لكرة القدم للمرّة الثانية في صورة جيّدة جدًّا خلال تحضيراته المكثّفة استعدادًا للاستحقاقات الآسيويّة المقبلة والّتي تعد، في حال استمرّ المنتخب اللبنانيّ بالبحث عن وجوه جديدة وتشكيلة متجدّدة قوامها عنصر الشباب، بمستقبل باهر على صعيد المنافسة.

وبهذا السيناريو الّذي يعطي بصيص نور لكرة القدم اللبنانيّة على الرغم من كلّ الظروف المستحيلة الّتي يمرّ بها لبنان، فاز منتخب الأرز لكرة القدم على المنتخب الكويتيّ القويّ بنتيجة 2-1، وذلك خلال مباراة ودّيّة أقيمت بينهما أمس الخميس على ملعب حمد بن خليفة في العاصمة القطريّة الدوحة، وكان لافتًا فيها حضور وزير الرياضة القطريّ الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني اللقاء. وسجّل هدفي الفريق اللبنانيّ كلّ من قاسم الزين وسامي مرهج في منتصف الشوط الثاني ونهايته.

وفي مجريات المباراة، قدّم منتخب لبنان أداء ممتازًا في غالبيّة فترات المباراة، حيث فرض حضوره أمام منتخب كويتيّ يتفوّق بشكل كبير على لبنان تاريخيًّا وفنّيًّا وتكتكيًّا، وهي مسألة منطقيّة على اعتبار أنّ لاعبيه ينشطون في البطولات المحلّيّة والقارّيّة والإقليميّة على مستوى عالٍ، كما لديهم ميزانيّة لا يمكن مقارنتها بميزانيّات المنتخبات اللبنانيّة، وقد انخرطوا منذ أكثر من أسبوعين في معسكر تدريبيّ، واستعدّوا للقاء لبنان في مواجهة مع اليمن الأسبوع الماضي.

في المقابل، تعامل لبنان مع المباراة بطريقة تكتيكيّة وذكيّة جدًّا، حيث كان الأهمّ الحفاظ على الهيكليّة التنظيميّة للتشكيلة الّتي طغى عليها العنصر المحلّيّ في ظلّ غياب 9 محترفين عنها، ووسط ابتعاد الأكثريّة الساحقة من اللاعبين عن التمارين والمباريات للظروف الأمنيّة الّتي عصفت بلبنان.

وعلى الرغم من ذلك، تمكّن اللبنانيّون من تحقيق فوز معنويّ جيّد ضمن مسار التغييرات التدريجيّة الّتي يشهدها المنتخب بإقحام عناصر شابّة، إذ سجّل لقاء أمس دخول المدافع الجديد جاد سميرة (21 عامًا) في الإطلالة الدوليّة الأولى له عندما دخل بديلًا عن جهاد أيّوب الّذي تعرّض إلى إصابة قويّة في أنفه. كما لعب الجناح علي قصّاص مباراته الدوليّة الأولى بمشاركته بديلًا أيضًا، وذلك مع اعتماد المدير الفنّيّ المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش إشراك 18 لاعبًا من أصل 23 لاعبًا في مباراة ليل أمس الخميس .

وفي التفاصيل التقنيّة، افتتح المنتخب الكويتيّ التسجيل في الدقيقة 14 إثر هجمة مرتدّة قادها فيصل الحربي الّذي أوصل كرة عرضيّة إلى داخل المنطقة فمرّت إلى بندر بورسلي الّذي سدّدها قويّة إلى يسار الحارس مصطفى مطر. وعادل لبنان النتيجة في الدقيقة 75 إثر ركلة ركنيّة لعبها محمّد حيدر وحوّلها سامي مرهج برأسه، ليتابعها قاسم الزين من مسافة قريبة إلى الشباك.

وفي الدقيقة الأخيرة من اللقاء، كانت المفاجأة الإيجابيّة جدًّا لتشكيلة الأرز، بعدما قاد لاعب الاحتياط الدوليّ ليوناردو شاهين هجمة مرتدّة، مرّر على إثرها كرة بينيّة ممتازة إلى المهاجم الصاعد سامي مرهج الّذي انطلق بها منفردًا وسدّدها بدقّة إلى الزاوية اليمنى. وبهذا الهدف، يكون النجم الصاعد سامي مرهج (17 عامًا) والّذي لعب أساسيًّا للمرّة الأولى، قد رفع عدد أهدافه الدوليّة إلى 3 أهداف في 3 مباريات، بعدما كرّر ما فعله في المباراة الأخيرة لمنتخبنا عندما سجّل هدفين في مرمى ميانمار.