الحلم الذّي بدا مستحيلًا وانتظره العالم العربيّ على مدى 92 عامًا تحقّق في أقلّ من أربع سنوات وبسرعة غير مسبوقة، حيث جاء أشبه بعالم الخيال، فالعالم العربيّ انتظر طويلًا جدًّا لتحقيق شرف استضافة نهائيّات كأس العالم في كرة القدم، وذلك منذ عام 1930، عندما استضافت الأوروغواي النسخة الأولى من بطولة كأس العالم وحتّى عام 2022، لدى استضافة قطر كأوّل دولة عربيّة وشرق أوسطيّة نهائيّات كأس العالم في كرة القدم.

فخلال اجتماع كونغرس الفيفا غير العاديّ، أعلن رئيس الاتّحاد الدوليّ لكرة القدم جياني إنفانتينو فوز كلّ من المغرب وإسبانيا والبرتغال، إضافة إلى الأرجنتين والباراغواي والأوروغواي مشاركة في استضافة نهائيّات كأس العالم في كرة القدم 2030 وفوز السعوديّة وحدها في استضافة نهائيّات كأس العالم في كرة القدم في عام 2034 .

وبهذا السيناريو الأقرب إلى عالم الخيال، حقّق العرب وفي ظرف أقلّ من ساعة واحدة من الوقت معجزة بأن يكون العالم العربيّ مستضيفًا لثلاث نسخات من كأس العالم خلال الدورات الأربع الأخيرة للمسابقة الأهمّ والأقوى على مستوى كرة القدم والأحداث الرياضيّة في العالم.

فبعد استضافة دولة قطر الناجحة جدًّا لا بل المبهرة لمونديال 2022، سوف يقام مونديال 2030 في ستّ دول وثلاث قارّات مختلفة هي أميركا الجنوبيّة وإفريقيا وأوروبّا .

كلّ ذلك جاء مع إعلان الاتّحاد الدوليّ لكرة القدم الـ"فيفا" بعد ظهر أمس الأربعاء أنّ السعوديّة ستنظّم كأس العالم في 2034، فيما تقام نسخة 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال، على أن تستضيف 3 دول من أميركا الجنوبيّة هي الأوروغواي والأرجنتين والباراغواي مباراة واحدة لكلّ منها.

وقد أعلن رئيس الـ"فيفا" جياني إنفانتينو القرار بعد مؤتمر غير اعتياديّ افتراضيّ للـ"فيفا" من خلال تقدّم ملفّ واحد مشترك لستّ دول مختلفة لاستضافة نسخة 2030 وملفّ واحد لتنظيم نسخة 2034، لتمنح حقوق تنظيم النسختين بالتزكية.

وقال إنفانتينو في شأن نسخة 2030: "ننقل كرة القدم إلى مزيد من الدول وعدد الفرق المشاركة لم يقلّل من الجودة، بل في الواقع عزّز الفرصة". وستشهد كأس العالم 2030 المقامة في 3 قارّات و6 دول هي المغرب وإسبانيا والبرتغال، إضافة إلى الأوروغواي والأرجنتين والباراغوي مباريات للاحتفال بمناسبة مرور 100 عام على انطلاق البطولة.

واستضافت الأوروغواي أوّل بطولة لكأس العالم في عام 1930، كما استضافت الأرجنتين وإسبانيا النهائيّات من قبل في عامي 1978 و1982، في حين تستضيف البرتغال والباراغواي والمغرب البطولة للمرّة الأولى في تاريخها. وستكون المغرب ثاني دولة أفريقيّة بعد جنوب أفريقيا وثاني دولة عربيّة بعد قطر تستضيف ولو مشاركة هذا الحدث.

وستصبح السعوديّة بعدها بأربع سنوات الدولة الثانية من منطقة الخليج الّتي تستضيف البطولة الّتي تقام كلّ 4 سنوات، وذلك بعد 12 عامًا من استضافة جارتها قطر نسخة 2022. وفي عام 2023، أعلن الـ"فيفا" أنّ كأس العالم 2034 ستقام في منطقة آسيا أو أوقيانوسيا، وأعلن الاتّحاد الآسيويّ للّعبة دعمه للملفّ السعوديّ.

وكانت أستراليا وإندونيسيا قد دخلتا أيضًا في محادثات بشأن تقديم عرض مشترك، لكنّهما انسحبتا. وأعلن الـ"فيفا" في عام 2023 أنّ العرضين المقدّمين لاستضافة البطولتين سيكونان بالتزكية.

وستقام نهائيّات كأس العالم 2030 على 20 ملعبًا في ثلاث دول، حيث حصلت إسبانيا على الأغلبيّة مع 11 ملعبًا مختلفًا هي سانتياغو برنابيو، وميتروبوليتانو، وكامب نو، وآر سي دي إي، ولا كارتوخا، ولا روماريدا، وأنويتا، ولا روساليدا، وغران كناريا، وسان ماميس، وريازور. وفي المغرب، ستكون هناك 6 ملاعب، فيما ستساهم البرتغال بثلاثة.

وسيحتفل مونديال المئويّة بقرن على انطلاق أوّل كأس عالم في عام 1930 في عاصمة الأوروغواي مونتيفيديو بمشاركة 13 منتخبًا، بعد اتّفاق غير مسبوق بين الاتّحادات القاريّة.