شاء القدر أن تكون المباراة ربع النهائيّة في بطولة أستراليا أولى دورات الأربع الكبرى في كرة المضرب نهائيًّا مبكرًا بين الأسطورة نوفاك ديوكوفيتش ونجم التنس الحاليّ الإسبانيّ كارلوس ألكاراز.
وسيكون الملعب الرئيسيّ في مدينة ميلبورن اليوم الثلاثاء في 21 كانون الثاني في العاشرة صباحًا بتوقيت بيروت مسرحًا لصراع جيلين في التنس ضمن المواجهة الّتي أطلقت عليها الصحافة العالميّة عنوان "أمّ المعارك" كون تلك المباراة قد تكون فاصلًا حاسمًا في مستقبل النجم الصربيّ من ناحية وفي وجهة اللاعب الإسبانيّ من جهة أخرى.
ويبقى السؤال: ما هي حظوط الصربيّ ديوكوفيش في الفوز غدًا؟ وهل في حال سقوطه يكون قد خطا خطوة حاسمة نحو قرب إعلان اعتزاله؟
ما هو أكيد أنّ النجم الصربيّ نوفاك ديوكوفيتش حامل الرقم القياسيّ في عدد ألقاب الـ"غراند سلام" مع فوزه في 24 بطولة ضمن دوراته الأربع (ويمبلدون ورولان غاروس وأميركا المفتوحة وأستراليا المفتوحة) وحامل الرقم القياسيّ للقب دورة أستراليا بإحرازه البطولة عشر مرّات، لن يقبل لنفسه بأن يخرج من المسابقة من الدور الربع النهائيّ من البطولة، علمًا أنّه لم يخسر سوى مرّة واحدة في 18 عامًا قبل النصف النهائيّ، وذلك عندما خرج في الدور الربع النهائيّ في عام 2014 أي قبل 11 عامًا من اليوم.
فالصربيّ ديوكوفيتش الّذي يستمدّ قوّته من الملاعب الصلبة سيدرك تمامًا أنّ سقوطه غدًا أمام الإسبانيّ ألكاراز الّذي يعتبر الأفضل حاليًّا على الملاعب الترابيّة والعشبيّة قد يكون بمثابة نهاية لآخر الفرسان الثلاثة الّذين سيطروا على عالم التنس في السنوات العشرين الأخيرة ويكون بالتالي أمام اتّخاذ القرار الصعب باللحاق بالأسطورتين روجيه فيديرير ورافاييل نادال بإعلان فراقه عن التنس.
لهذا السبب، سيكون لقاء الغد بين ديوكوفيتش وألكاراز لقاء كسر عضم، لأن الأسطورة الصربيّة ديوكوفيتش الّذي تراجع ترتيبه بشكل سريع من المركز الأوّل إلى المركز السابع في سنة من الوقت مدرك أنّ فرصته الأخيرة للعودة تكمن في إسقاط ألكاراز في ميلبورن، بينما في المقابل يريد النجم الإسبانيّ ابن الواحد والعشرين عاما إثبات تفوّقه أيضًا على الملاعب الصلبة ليكون هو من يرث الأسطورة نادال في التنس.
ولهذا، سيكون لقاؤهما غدًا نهائيًّا قبل المباراة النهائيّة وسيدخل العامل النفسيّ بقوّة بينهما حيث سيستغلّ النجم الصربيّ حنكته في أستراليا وخبرته لمحاولة التفوّق على القدرات البدنيّة الهائلة الّتي يتمتّع بها ألكاراز.
فالنجم الإسبانيّ الّذي سقط في نهائيّ دورة ألعاب باريس في الصيف الماضي أمام النجم الصربيّ مدرك تمامًا أنّ في يده غدًا سلاح كسر الأسطورة وتسديد الضربة القاتلة بخصمه عبر إسقاطه وإرغامه على التفكير جدّيًّا في اعتزاله التنس لتفرغ الساحة كلّيًّا له وينطلق في خطف ألقاب البطولات الكبرى.
وأمام هذا الواقع، يضع مراقبو اللعبة نسبة خمسين في المئة لكلّ منهما في الفوز وسينقسم الجمهور بشكل عموديّ بينهما، حيث قد يكون لقاؤهما الأجمل هذا الموسم وقد يذهب إلى مواجهة ماراتونيّة تتعدّى الأربع ساعات وتعطي محبّي الرياضة والتنس موعدًا مع حدث قد يحمل بنتيجته صفحة جديدة في تاريخ التنس العالميّ.