كشفت مصادر ديبلوماسية لصحيفة «الجمهورية»، أنّ الجانبين الأميركي والفرنسي يتقاطعان في حراكهما المتجدّد من اعتبار انّ فرص الحل السياسي باتت اكبر، في موازاة تضاؤل احتمال اندلاع حرب واسعة، جراء الضغوط الكثيفة التي مارستها واشنطن، وخصوصاً على إسرائيل، وتحذيراتها من النتائج المدمّرة لأي عمل عسكري ضدّ لبنان على جميع الاطراف.
واشارت المصادر إلى أنّ في خطط واشنطن حراكاً اميركياً مكثفاً لبلوغ حل سياسي على جبهتي غزة وجنوب لبنان، إن أمكن في آن معاً، او يليان بعضهما بفاصل زمني قصير، والظروف مؤاتية لذلك، وخصوصاً انّ كل الاطراف راغبة بالحل السياسي، ويبدو انّ واشنطن تلقّت من كل الاطراف اشارات بهذا المعنى، ومن هنا التأكيدات المتتالية من وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، بأنّ لا اسرائيل ولا «حزب الله» ولا لبنان ولا ايران تريد الحرب.
وفيما لم تستبعد المصادر عينها ان تعقب لقاء باريس بين الموفد الاميركي آموس هوكشتاين والفرنسي جان ايف لودريان وبعض المسؤولين في الايليزيه، حركة موفدين في الايام المقبلة، في اتجاه اسرائيل، تواكب التطورات المتسارعة في الميدان الغزي، وانتقال اسرائيل الى المرحلة الثالثة من الحرب، وكذلك في اتجاه لبنان، كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» أنّ خطوط التواصل بين هوكشتاين ومستويات سياسية مختلفة، بقيت ساخنة منذ زيارته الاخيرة، وعنوان البحث الأساس الملف الجنوبي ومنع تفاقم التوتر وابقائه في نطاق السيطرة.
وبحسب معلومات المصادر عينها، فإنّ واشنطن لا ترى بديلاً لحل سياسي يعيد الأمن والاستقرار الى منطقة الحدود، ويؤمّن عودة آمنة لسكان الجنوب والمستوطنين الى منازلهم. وهي وإن كانت قد أبعدت خيار الحرب انطلاقاً من جنوب لبنان، فهي تعتبر انّ ترسيخ الحل في جنوب لبنان مرهون بالحلّ السياسي في قطاع غزة، وفق ما هو محدّد في مبادرة الرئيس جو بايدن التي تهدف الى وقف الحرب.
وبحسب معلومات المصادر عينها ايضاً، فإنّ انتقال اسرائيل الى المرحلة الثالثة من الحرب، لا يزعج واشنطن، بل هي لا تمانعه، وحتى ولو تمّ الانتقال الى هذه المرحلة، فإنّها تبقي مبادرة بايدن كأساس لحل سياسي ينهي الحرب في غزة، ويمنع حرباً واسعة انطلاقاً من جنوب لبنان. وهي في هذا الاتجاه تقول انّها تكثف جهودها مع الجانب الاسرائيلي، وتعوّل في الوقت نفسه على ضغوط تُمارس على حركة «حماس» من القطريّين والمصريّين وحتى من الايرانيين وحلفائهم، للسير بالحل الاميركي.