أفادت معلومات موثوقة لصحيفة "الجمهورية" من ديبلوماسيين غربيين "بانّ واشنطن ابلغت أطراف الصراع، وعلى وجه التحديد الجانب الاسرائيلي تصميمها على منع حرب واسعة مدمّرة للبنان وكارثية على اسرائيل، وتلحق الضرر الكبير بمصالح الجميع وخصوصا مصالح الولايات المتحدة في المنطقة".

وتكشف مصادر سياسية مواكبة للمسعى الاميركي لصحيفة "الجمهورية" فإنّ الضغط الاميركي لحصر المواجهات في الجنوب في حدود وضمن نطاقها الحالي، وليس الى وقف لإطلاق النار فيها، مردّه الى انّ واشنطن مُدركة أن الحل السياسي في جنوب لبنان، هو النتيجة الطبيعية لانتهاء الحرب في قطاع غزة، وعلى هذا الاساس فإنّ حراكا اميركيا سيتكثّف في المدى المنظور على أكثر من خط في المنطقة لتمرير مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، وذلك بعد أن انتزعت واشنطن موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذه المبادرة، والاميركيون يتحدثون عن ان الوقت بات ضيقا جدا. ويوازي ذلك حراك مرتقب قطري مصري مع حركة "حماس".

ورداً على سؤال عما اذا كانت ثمّة تعديلات طرأت على المبادرة، من شأنها أن تزيل الاعتراضات من طريقها، وما اذا كان تطبيقها سيقترن بإعلان إسرائيلي بوقف اطلاق النار، فضّلت المصادر عدم الدخول في تفاصيل، واكتفت بالقول: واشنطن تريد للمبادرة ان تطبّق، وقد ألزمت بنيامين نتنياهو بها، وتريد ان توافق "حماس" عليها، وما يمكن قوله في هذا السياق هو انّ امام مبادرة الرئيس الاميركي اسبوعين او ثلاثة حاسمة.

الى ذلك، اكد مرجع رسمي لـ"الجمهورية" ان مبادرة بايدن، وكما اعلن الاميركيون، تتوخّى حلاً مزدوجاً يبدأ من غزة، ويتمدّد تلقائياً الى جنوب لبنان. ولبنان بالتأكيد يؤيّد كل مسعى لإنهاء الحرب في غزة، الذي ينهي بدوره المواجهات الجارية في الجنوب، والاميركيون يقولون ذلك ايضا.

الا ان المرجع عينه لفتَ الى "ان جدية هذه المبادرة، وبالتالي نجاحها، مرتبطان بأمر وحيد، وهو إلزام اسرائيل بوقف اطلاق النار، ولكن لا توجد مؤشرات تؤكد ذلك حتى الآن".

واذ لفت الى ان "حماس" وكما اعلنت لا يمكن لها ان تقبل بأي صفقة تُبقي يد الاسرائيلي طليقة في عمليات حربية ساعة يشاء"، حكم على ايّ حراك اميركي جديد بالفشل المُسبق، إذا كان هذا سيكرر المحاولات الاميركية السابقة لتمرير مبادرة بايدن، بالتركيز فقط على محاولة تليين موقف حماس من المبادرة، من دون النص على وقف حقيقي لاطلاق النار من جانب اسرائيل. وسبق للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ان تبلّغ في زيارته الاخيرة الى بيروت كلاما بهذا المعنى.