نقلت صحيفة «الأخبار» عن مصادر مطّلعة، قولها إنَّ «فكرة مبادرة اللقاء الديموقراطي انطلقت بعدما طلب الموفد الفرنسي جان-ايف لودريان خلال لقائه الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط العمل على المساعدة لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية من منطلق الموقع الوسط الذي يأخذه في الملف السياسي الداخلي»، علماً أن المتداول اليوم في بعض الكواليس السياسية أن «جنبلاط كان أوّل الناصحين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم زيارة لبنان (كانت الفكرة مطروحة قبل مجيء لودريان) بما أن لا معطيات أو وقائع من شأنها أن تعينه في مهمته، إن كان على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وهو جوّ سمعه جنبلاط خلال زيارته الدوحة منذ أسبوعين. وبالمعنى العملي، فإن تخفيض حظوظ المبادرة يبدو منطقياً».
وقالت مصادر مطّلعة إن المبادرة لا تحمِل طروحات محددة بقدر ما هي عناوين عامة تؤكّد على الحوار والتشاور بينَ جميع الأفرقاء، بعدما طوِيت احتمالات عقد حوار جامع في مجلس النواب بسبب الرفض أو الشروط التي وضعتها قوى المعارضة والبحث عن مساحات مشتركة بين القوى السياسية. بينما يتمثّل العائق الأكبر في موقف رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع، الذي يبدو أنه ملتزم «مشروعاً تخريبياً» وفق المصادر التي لمحّت إلى دور ضمنيّ يقوم به السفير السعودي في بيروت وليد البخاري في هذا السياق، إذ تؤكد أكثر من جهة على «سلبية» هذا الدور، ما دفع بعض الجهات إلى توجيه «نصيحة» إلى لودريان بضرورة التنسيق مع الرياض لدفع حلفائها في لبنان إلى تليين مواقفهم وخفض سقوفهم.
وفيما تبدو مبادرة «الديموقراطي» محور متابعة، وإن كانت آفاقها تبدو مقفلة وسطَ تمسّك كل طرف بموقفه إن كان لجهة المرشحين أو موضوع الحوار والتشاور، غادر وفد من القوات اللبنانية يضمّ النائبين: بيار أبو عاصي وملحم الرياشي، وعضو الهيئة التنفيذية في القوات جوزيف جبيلي إلى الدوحة، أمس، للقاء المسؤولين القطريين، بعدما رفض جعجع تلبية الدعوة لأسباب «غير معروفة».