في اطار الحركة الدولية باتجاه لبنان أمضَت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي يومها في بيروت، فالتقت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، ثم غادرت لاستكمال جولتها على تركيا واليونان.

وقالت مصادر اطلعت على اجواء الزيارة لـ"الجمهورية" ان جولي قدمت عرضا مفصّلا لمواقف حكومتها مما يجري في المنطقة من أحداث متوجّسة من تطورات العدوان الاسرائيلي على غزة، الذي طال أمده وتوسّعت تردداته في أكثر من منطقة. وأبدت قلقها من ضيق الآفاق المؤدية امام الحلول، وعبّرت عن مخاوفها من امكان توسع نطاق الحرب في لبنان وما قد يتكبده من خسائر لا يتحمّلها، فيما هو يواجه أكثر من ازمة عَصيّة على الحل".

ولفتت جولي إلى "ان بلادها تخشى على ما يسميه العالم "اليوم التالي" في ظل فقدان أي مشروع يمكن ان تقود اليه المبادرات المتعددة لأنها، على كثافتها وتنوعها، لم تتمكن بعد من رسم أي اطار لما يمكن ان يستند إليه أي اتفاق لوقف النار. ففي ظل فقدان اي امل في الحل السياسي لن يكون هناك أي ضمان لوقف نار شامل ومُستدام في المنطقة، فكل التطورات باتت مرتبطة بأحداث غزة من اليمن الى لبنان ومنه الى مختلف الساحات التي تفاعلت مع احداثها".

وكشف احد الذين شاركوا في لقاءات جولي لـ"الجمهورية" انها عبّرت عن تفهمها للوضع في المنطقة ورؤيتها للوضع في لبنان بمختلف جوانبه. وتمنت أن تنجح المساعي المبذولة لدفع اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية لأنّّ لبنان في حاجة لاستعادة كل سلطاته الدستورية، ليكون حاضرا في المرحلة المقبلة للمشاركة في ما سيُرسم لمستقبل المنطقة بعد الأحداث الكبرى التي شهدتها.

وعبّرت جولي عن فهمها لما يريده اللبنانيون في المغتربات وخصوصا في محيطها الكندي، فهي على علاقة جيدة مع أركان الجالية اللبنانية وتُشاطِرهم القلق على مصير بلادهم، مشددة على ان برامج الدعم التي تقدمها كندا في أكثر من مجال انساني واجتماعي وانمائي ما زالت قائمة، وسيتم تزخيمها بناء لرغبة الكنديين المتحدرين من أصول لبنانية، فهم إلى جانب احتفاظهم بجنسيتهم اللبنانية، مواطنون كنديون أكفياء وحاضرون في مختلف المجالات ويمارسون واجباتهم، وهم على اقتناع بأنهم ينالون كامل حقوقهم. وما يأملونه ويريدونه هو ان يتعافى لبنان سريعاً وان يكون له رئيس يُعيد بناء السلطة مجدداً".