أفادت صحيفة «الأخبار»، بأن «القوات اللبنانية» لا تسعى إلى حل المعضلة بقدر ما تبذل محاولات لتنظيف سجلّها. وواحدة من المحاولات، وفق معلومات «الأخبار»، كانت في اتجاه المدير العام للأمن العام بالإنابة، اللواء إلياس البيسري، الذي زارَه وفد من كتلة «الجمهورية القوية» برئاسة النائبة ستريدا جعجع قبلَ أقل من شهر، للبحث في الإجراءات المطلوبة لترحيل النازحين، ولمّحت جعجع إلى وجود خطة حكومية لا ينفّذها الأمن العام الذي يجب أن يقوم بدور أكبر لتنظيم اللجوء. وكان واضحاً أنّ القوات تسعى بذلك الى الاستثمار بهذا الأمر سياسياً من خلال الإيحاء بأهمية الدور الذي تقوم به في المناطق المسيحية، ولو تطلّب ذلك «إغراء» جعجع للبيسري بالملف الرئاسي من خلال التأكيد أن ذلك سيعزّز حظوظه داخلياً، فيما تجنّب البيسري الخوض في الأمر وأعاده الى مساره التقني.
واللافت أن أكثر ما يسهم في تعزيز موقف القوات ويساعدها في تحقيق هدفها السياسي، بمعزل عن تحقيق هدف إعادة النازحين من عدمه، الغطاء السياسي الذي يؤمّنه التيار الوطني الحر للخطاب القواتي في ما يتعلق بـ«مناطق المعارضة» و«مناطق النظام» في سوريا.
من الواضح أن الفريقين تتحكّم بهما الشعبوية التي تدفعهما الى خطاب سياسي عالي السقف. غيرَ أن الوقائع تقول بأنّ ثمّة غلبة سياسية لفريق على آخر، حيث يتجاوز نشاط القوات الحدود، في ظلّ معلومات تتحدث عن «تواصل بين معراب والمعارضة السورية بهدف تنسيق عودة بعض النازحين الى مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا، وهو لا شك أمر تستثمره معراب في الشارع المسيحي، بينما أحجم التيار سابقاً عن فتح قنوات التواصل المباشرة مع الدولة السورية".