أفادت صحيفة "النهار"، نقلاً عن مصادر ديبلوماسية، بأن الفرنسيين ابلغوا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي انهم ادخلوا تعديلات على الورقة التي قدموها في شباط بشأن الوضع في الجنوب في ضوء الملاحظات التي وردت اليهم.
والمحادثات الفرنسية – اللبنانية توزعت طوال ثلاث ساعات ونصف الساعة في قصر الاليزيه بين استقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الرئيس ميقاتي حيث عقدا اجتماعا مطولا ثم انتقلا الى غداء عمل موسّع شارك فيه عن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد عون، والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر، وعن الجانب الفرنسي شارك كل من سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، رئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد، مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل بون، مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط آن كلير ليجاندر، الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، مديرة ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو.
وفي المعلومات الرسمية التي وزعها الجانب اللبناني ان الرئيس ماكرون جدد تأكيد دعم فرنسا الجيش اللبناني في كل المجالات، والتشديد على الاستقرار في لبنان وضروة ابعاده عن تداعيات الاحداث الجارية في غزة. واعاد تأكيد المبادرة بشأن الحل في الجنوب والتي كانت قدمتها فرنسا في شهر شباط الفائت، مع بعض التعديلات التي تأخد بالاعتبار الواقع الراهن والمستجدات. كذلك جدد الجانب الفرنسي التأكيد على اولوية انتخاب رئيس جديد للبلاد والافادة من الدعم الدولي في هذا الاطار لاتمام هذا الاستحقاق والموقف الموّحد للخماسية الدولية. وجدد الجانب الفرنسي التأكيد ان فرنسا تدعم ما يتوافق بشأنه اللبنانيون وليس لديها اي مرشح محدد، مشيرا الى توافق الجانبين الفرنسي والاميركي على مقاربة الحلول المقترحة.
كما تطرق البحث الى موضوع النازحين السوريين في لبنان، فوعد الجانب الفرنسي بالمساعدة في حل هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الاوروبي.
ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رنده تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع ان دعوة رئيس الحكومة وقائد الجيش كانت بهدف منع توسيع الحرب الى لبنان وان رئيس الحكومة هو المسؤول عن نقل الرسالة الفرنسية بضرورة التهدئة والمهم بالنسبة الى فرنسا هو ان ينسحب “حزب الله” الى ما وراء الخط الأزرق وان ينتشر الجيش اللبناني الذي يحتاج الى مساعدات ومعدات لتحقيق هذا الانتشار، وهذا ما حصل عليه من الاتحاد الأوروبي الذي قدم مساعدات للبنان بمليار يورو منها المساعدات الى الجيش. ويقول المصدر الفرنسي ان القلق الفرنسي يأتي من ان إسرائيل لن تتحمل قصف “حزب الله” دون الرد وخصوصا منذ ان هاجمت إسرائيل غزة، يعني انها لن تترك “حزب الله” يقصف دون أي رد. وميقاتي لديه الورقة الفرنسية للتهدئة ووافق على العمل عليها وهذا جيد. وفرنسا تريد العمل مع الاميركيين والشركاء العرب.
وحول الرئاسة اللبنانية يبدو وفق المصدر ان الخماسية موحدة بحسب كلام لودريان الذي شرح لميقاتي مضمون لقائه مع هوكشتاين وان الاميركيين باتوا متعاونين مع فرنسا خصوصا ان الرئيس ماكرون كان طلب من وزير الخارجية انتوني بلينكن التوافق على الحل اللبناني عبر فتح البرلمان. والمشكلة ان في لحظة مثل هذه يجب على “حزب الله” ان يقتنع ان مصلحته في الوضع الراهن تقضي ان تكون المؤسسات اللبنانية فاعلة. لكن الجانب اللبناني ما زال يعتبر ان انتخاب الرئيس يتطلب معجزة حاليا .
حول اللاجئين السوريين قال المصدر الفرنسي ان “فرنسا لا تقول للبنانيين اتركوا اللاجئين عندكم ولكن فقط ينبغي ان تحصلوا على ادنى الضمانات ان يعودوا الى بلدهم نهائيا لان كل الذين اجبروا على الذهاب عادوا الى لبنان في اليوم التالي لان الوضع في سوريا مأسوي”.