حمل يوم أمس الخميس 27 تمّوز 2023 عاملين حاسمين في استعدادات منتخب لبنان في كرة السلّة، وذلك قبل أقلّ من شهر على انطلاق بطولة العالم والّتي يلتقي فيها منتخب الأرز ضمن مجموعة الموت في إندونيسيا كلّ من فرنسا، كندا ولاتفيا.

فقد جدّد منتخب لبنان لكرة السلّة فوزه بعد ظهر أمس على المنتخب الإيرانيّ في مباراة كانت الأجمل وحملت إثارة كبيرة، خصوصاً في دقائقها الأخيرة الّتي شهدت عودة رائعة للبنان على إيران فقلب تأخّر 13 نقطة في منتصف الربع الأخير إلى انتصار وبنتيجة (81-77)، وذلك ضمن المباراة الودّيّة الثانية الّتي جرت بعد ظهر أمس الخميس على ملعب مجمّع نهاد نوفل في زوق مكايل بحضور نحو ألفي متفرّج.

وسبق لمنتخب الأرز أن فاز على المنتخب الإيرانيّ (73-66) في المباراة الودّيّة الأولى الّتي أقيمت مساء الأربعاء على الملعب عينه. وتأتي المبارتان في إطار استعدادات المنتخبين لكأس العالم الّتي ستقام بين 25 آب و10 أيلول المقبلين.

فرحة انتصار شباب الأرز في مواجهة دراماتيكيّة شهدت أوّل حالة طرد لمدرّب منتخب الأرز جاد الحاج بعد اعتراضه في الربع الأخير على احتساب خطأ تكتيكيّ مجحف في حقّ قائد الفريق وائل عرقجي، وأفسدتها مساء اعتذار نجم المنتخب اللبنانيّ يوسف خياط عن المشاركة مع المنتخب اللبنانيّ بسبب الإصابة، وذلك عبر رسالة وجّهها عبر الانستغرام، حيث اعتذر من مشجّعي المنتخب اللبنانيّ لعدم تمكّنه من الالتحاق بالفريق اللبنانيّ، متمّنياً لزملائه النجاح في مهمّتهم في بطولة العالم. وكانت معلومات صحافيّة قد أشارت إلى إمكان عدم سماح جامعة ميتشيغن الّتي ينتمي إليها لاعب المنتخب اللبنانيّ يوسف خياط له في المشاركة مع منتخب بلاده.

وبالعودة إلى المواجهة الودّيّة الثانية بين لبنان وإيران، جاءت المباراة الثانية مثيرة جدّاً وحماسيّة كما لو كانت مواجهة رسميّة، بعكس المباراة الأولى، إذ حوّل منتخب لبنان تخلّفه بفارق 15 نقطة إلى فوز أثلج به صدور عشّاقه وجاء في الدقائق القاتلة من المباراة، مع العلم أنّ الإيرانيّين بدوا أفضل حالاً مما كانوا عليه في المباراة الأولى.

ومنذ بداية اللقاء، ضغط المنتخب الضيف (9-0) قبل أن ينجح منتخب لبنان في إنهاء الربع الأوّل متخلّفًا بفارق نقطة واحدة (19-20). وفي الربع الثاني، تقاربت النقاط مع أفضليّة للإيرانيّين لناحية تسجيل الثلاثيّات لينتهي الربع الثاني إيرانيّاً (39-36).

وفي الربع الثالث، ضغط الضيوف وسط محاولة لبنانيّة للعودة إلى أجواء اللقاء ووصل الفارق إلى 15 نقطة للإيرانيّين لينجحوا في إنهاء هذا الربع بفارق ستّ نقاط لمصلحتهم (59-53). وفي الربع الرابع والأخير أمطر لاعبا المنتخب اللبنانيّ أمير سعود وهايك كيوكجيان السلّة الإيرانيّة بالثلاثيّات ليتقلّص الفارق رويداً رويداً وسط تشجيع هستيريّ للجمهور من كلّ الفئات العمريّة للمنتخب اللبناني، في وقت فقد لاعبو المنتخب الإيرانيّ تركيزهم في ظلّ المدّ اللبنانيّ لينتهي اللقاء بفوز لبنان (81-77) في مباراة كبيرة خاضها المنتخب اللبنانيّ وعاد من بعيد ليحقّق فوزين معنويّين ودّيّين على إيران خلال 24 ساعة.

وكان لاعب المنتخب اللبنانيّ سيرجيو درويش أفضل مسجّل بـ24 نقطة إلى جانب قنّاص الثلاثيّات وائل عرقجي الّذي سجّل ثلاثيّتين على التوالي قبل دقيقتين من انتهاء المباراة، فقلب تأخّر لبنان إلى تقدّم مؤكّدًا هويّة منتخب الأرز كأحد أكثر المنتخبات مشاكسة في العالم.

وبعد المباراة، حيّى اللاعبون اللبنانيّون الجمهور وصفقوا للمشجّعين طويلاً كعربون تقدير على تشجيعهم المتواصل طوال المباراة حتّى عندما كان منتخب الأرز متخلّفاً بفارق كبير.