في ظرف أسبوع واحد فقط، غيّر هادي حبيب نظرة العالم إلى كرة المضرب اللبنانيّة. فبعدما كان سقف التنس اللبنانيّ هو المنافسة على المراكز الأولى عربيًّا، أدخل هادي حبيب النجم الصاعد في بطولة "أستراليا المفتوحة" (أولى دورات التنس الكبرى في العالم)، بلاد الأرز إلى خارطة التنس العالميّة عندما أقصى بطل الصين بو إنشاكيتي المصنّف 65 عالميًّا بنتيجة 3-0، على الشكل التالي 7-6 (7-4) و6-4، و7-6 (8-6) بعد ظهر أمس الأحد في ملبورن في الدور الأوّل لهذه البطولة.
إنجاز هادي حبيب المصنّف 219 عالمياً أمام اللاعب الصينيّ يمثّل الفوز الرابع على التوالي أيضًا له في البطولة الأستراليّة بعد الانتصارات الثلاثة في الأدوار التمهيديّة الّتي أعطته بطاقة التأهّل إلى الدور الأوّل للمرّة الأولى في مسيرته الاحترافيّة. وهو اللاعب اللبنانيّ الأوّل الّذي يتأهّل إلى إحدى البطولات الأربع الكبرى في العهد الحديث.
ويبدو أنّ سقف طموحات اللبنانيّ هادي حبيب لن تقف عند تأهّله التاريخيّ إلى الدور الثاني، فهو يعتبر أنّ مواجهته في الدور الثاني للمصنّف رقم 14 في أستراليا والمصنّف 16 على صعيد العالم أوغو أومبير ستكون صعبة حتمًا لكنّها لن تكون مستحيلة، إذ إنّ اللاعب المصنّف رقم واحد في فرنسا لم تكن مباراته أمام الإيطاليّ ماتيو جيغانتي (الصاعد كما هادي حبيب من التصفيات) سهلة. فقد عانى اللاعب الفرنسيّ كثيرًا في المجموعتين الأولى والثانية.
فقد تقدّم اللاعب الإيطاليّ على منافسه الفرنسي 5-2 في في شوط كسر التعادل لكنّه استعجل في محاولة حسم المجموعة فارتكب أخطاء مباشرة أعادت المجموعة بشقّ النفس لمصلحة أومبير الّذي وجد نفسه متأخّرًا في المجموعة الثانية 4-1 قبل أن يعود ويحسم النتيجة 7-5 ليقضي على مفاجأة اللاعب الإيطاليّ ويفوز بنتيجة 7-6، 7-5 و6-4 في مباراة استغرقت ساعتين وخمسين دقيقة أكّدت لهادي حبيب أنّ لديه كلّ الإمكانات التقنيّة والجسديّة لمنافسته عندما يواجهه فجر الأربعاء في توقيت بيروت.
فهادي حبيب الّذي واكبه مئات اللبنانيّين المغتربين في الملعب رقم 13 في مدينة ميلبورن كان حديث الصحافة المحلّيّة في أستراليا والّتي تفاجأت بمدى المتابعة لمباراته، واكتشفت أنّ لدى اللاعب اللبنانيّ ميزات تقنيّة كبيرة، إذ إنّه يتمتّع بإرسال أوّل صاروخيّ لفت أنظار مراقبي اللعبة بقوّته وخصوصًا بنسبة نجاحه العالية.
فسلاح هادي حبيب أمام الفرنسيّ أوغو أوبير سيعتمد أوّلًا على قوّة إرساله وسرعة انتقاله لحسم الكرة على الشبكة. وسيستفيد هادي حبيب أيضاً من أنّ الضغط النفسيّ للمباراة يقع على اللاعب الفرنسيّ فقط، كون الأخير هو المرجَّح بينما سيدخل هو اللقاء وليس لديه أيّ شيء يخسره، ومن أنّه في حال انطلق انطلاقة قوية في مباراته سيحصل على تفوّق معنويّ كبير جدًّا قد يجعل عندها كلّ الاحتمالات ممكنة بما فيها تحقيق مفاجأة مدوّية هي صعبة جدًّا على الورق إنّما غير مستحيلة على أرض الملعب.
وكان هادي حبيب اللاعب الأوّل الّذي يمنح لبنان لقب دورة ضمن فئة التحدّي تحت إشراف رابطة المحترفين (إيه تي بي)، بعد تغلّبه على الأرجنتينيّ كاميلو أوغو كارابيي 6-4، 6-7 (3-7)، و7-6 (7-2) في مطلع كانون الأوّل/ديسمبر الماضي.