في ظرف 72 ساعة، غيّر هادي وجه لبنان في كرة المضرب بإحرازه ثلاثة انتصارات متتالية ضمن تصفيات بطولة أستراليا المفتوحة، أولى دورات الكبرى الأربع لعام 2025.

وبهذا الإنجاز، بات هادي حبيب اللبنانيّ الأوّل الّذي يتأهّل إلى أحد نهائيّات البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب عقب تغلّبه على الفرنسيّ كليمان شيديخ 6-4 و3-6 و7-6 (10-8 في شوط كسر التعادل في الدور الثالث الأخير من تصفيات بطولة أستراليا المفتوحة في ملبورن.

ويعتبر هذا الفوز الثالث على التوالي للنجم اللبنانيّ المقيم في الولايات المتّحدة الأميركيّة ضمن تصفيات البطولة الأستراليّة، بعد تغلّبه على الأميركيّ باتريك كيبسون 6-4 و7-6 (8-6) في بداية هذا الأسبوع، ومن ثمّ فوزه على التايوانيّ تشون-هسين تسنغ 6-4 و7-6 (7-2) يوم الأربعاء الماضي، ليكون بالتالي اللبنانيّ الأوّل الّذي يضمن خوضه الدور الأوّل لإحدى البطولات الأربع الكبرى في العصر الحديث حسب موقعَي البطولة و"أوبتا" للإحصاءات الرياضيّة.

وسيلتقي هادي حبيب في الدور الأوّل اللاعب الصينيّ بو يون كاو كيتي المصنّف رقم 65 في العالم والّذي يبلغ من العمر 22 عامًا ويعتبر الأمل الواعد للصين للعودة بشكل قويّ إلى المراتب الأولى ضمن التصنيف العالميّ للاعبي التنس المحترفين.

بيد أنّ طموحات هادي حبيب (26 عامًا) في متابعة حلمه وحلم محبّي التنس والرياضة في لبنان لن تتوقّف بمجرّد التأهّل إلى نهائيّات بطولة أستراليا المفتوحة، بل أنّه سيحاول شقّ طريقه إلى الدور الثاني (الدور الّذي يضمّ 32 لاعبًا فقط) كونه سيخوض مباراته مع اللاعب الصينيّ بمعنويات عالية جدًّا والأهمّ بثقة كبيرة.

فهادي حبيب كان قد لفت أنظار جمهور رولان غاروس في فرنسا الصيف الماضي عندما واجه المصنّف رقم واحد في العالم الإسبانيّ كارلوس ألكاراز في مسابقة التنس ضمن الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة وقدّم مستوى رائعًا وضع فيه بطل ويمبلدون ألكاراز في مهمّة صعبة جدًّا لتخطّيه. وجاء لقاؤهما في أولى مباريات أولمبياد باريس وفي اللقاء الأوّل للنجم الإسبانيّ بعد اكتساحه نوفاك ديوكوفيش في نهائيّ ويمبلدون.

وعبّر هادي حبيب لوكالة فرانس برس عن فرحته الكبيرة بتحقيق حلمه وحلم الجمهور اللبنانيّ بتأهّله إلى نهائيّات أستراليا بالقول: "شعور المشاركة في بطولة غراند سلام رائع. كانت رحلة صعبة وأنا سعيد جدًّا لوجودي هنا. أشكر الشعب اللبنانيّ على دعمه في الأسابيع الأخيرة هنا في ملبورن ومختلف أنحاء العالم. منحني هذا الأمر طاقة كبيرة لمواصلة القتال".

وكان هادي حبيب الّذي تألّق في مباريات الفرديّ وزوجي الرجال في أولمبياد باريس في نهاية تمّوز/يوليو الماضي هو اللاعب اللبنانيّ الأوّل أيضًا الّذي يمنح لبنان لقب دورة ضمن فئة التحدّي (دورات تشالنجر) تحت إشراف رابطة المحترفين (إيه تي بي)، بعد تغلّبه على الأرجنتينيّ كاميلو أوغو كارابيي 6-4، 6-7 (3-7)، 7-6 (7-2) في شهر كانون الأوّل/ديسمبر الماضي.

يقدّم اللاعب هادي حبيب المصنّف رقم 216 في العالم منذ ستّة أشهر إلى اليوم مستوى قد يضعه بين المئة الأوائل في التصنيف العالميّ في حال تمكّن من الاحتفاظ على ثبات مستواه المميّز حاليًّا وفي حال تابع شقّ طريقه في أستراليا بنجاح، علمًا أنّه ومواطنه المميّز بنجامن حسن سيخوضان في نهاية الشهر الحاليّ لقاء حاسمًا للبنان في بطولة "دايفيس كاب" أمام البيرو في القاهرة، وفي حال تمكّن لبنان الّذي كان قد فاز على كلّ من إمارة موناكو وجامايكا، من تسجيل فوز على الفريق الأميركيّ الجنوبيّ، يكون حينها قد أصبح في مستوى النخبة، أي المستوى الأقوى في العالم والّذي يضمّ أقوى المنتخبات كالولايات المتّحدة الأميركيّة، وفرنسا، وإسبانيا وأستراليا.