دخل لبنان على يدي المهندس اللبناني هشام حسامي، خطّ صناعة السيارات الكهربائية والتي باتت تشكّل اليوم ثورة في عالم وسائل النقل حول العالم، تتغنّى بها كبريات شركات السيارات. إنّها "ليرة" السيارة الكهربائية اللبنانية الصّنع والتي تعمل بالطاقة الشمسية، وتزامنت فكرة إطلاقها مع الأزمة الاقتصادية الخانقة.
"ليرة" تشكّل اليوم منفذاً لعدد كبير من اللبنانيين الذين يرزحون تحت تأثير أزمة اقتصادية مستمرة منذ 3 سنوات تقريباً، وفيما سنتجنب الغوص في تفاصيلها، سنعرض لكم شرحاً شاملاً حول السيارة.
بداية من الاسم "ليرة"، والذي كان هدفه الأوّل دعم العملة الوطنيّة وشدّ أزر الصناعة المحلّية، دعماً للاقتصاد اللبناني من جهة، وخطوة أولى للتخفيف من وطأة الظروف الصعبة، مادّيّة كانت أم بيئيّة.
هشام حسامي مخترع "ليرة" ومنتجها والذي عمل عليها من الفكرة إلى رسمها وصولاً حتّى تنفيذها، قال خلال حديثه مع "الصفا نيوز" أنّ مرحلة انتاج السيارة استغرقت أربعة أشهر، استخدم خلالها مواداً محلية الصنع في غالبيتها إضافة إلى مواد أخرى مستوردة، وهي إحدى الصعوبات التي واجهها لأن ثمن هذه المواد لا بدّ من تسديده بالدولار الأميركي "الفرش"، مشيراً إلى أنَّ وزارتي الصناعة والاقتصاد قدمتا له الدعم المعنوي فيما لم يحصل على أيّ دعم مادّي من أيّ جهة، وهذه هي المشكلة التي تواجه أغلب الصناعات والابتكارات وتطبيق الأفكار الإبداعية في لبنان. وأكّد حسامي أنه أنتج السيارة على حسابه الخاص.
وإذ يحلم حسامي بتطوير السيارة وبتحويلها إلى صناعة كاملة يقول: "أحاول أن أجد دعماً كافياً لأبني أوّل مصنع سيارات كهربائية في لبنان".
وأضاف: "هي سيارة تعمل على الطاقة الشمسية وتشحن نفسها بنفسها، وفي حال لم يكن الطقس مشمساً يمكن شحن السيارة كهربائياً، كما يمكن استخدام بطاريتها للاحتياجات المنزلية". لافتاً إلى أنه كان يسعى لبيع "السيارة بالليرة اللبنانية إلّا أن أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة، وارتفاع كلفة وأسعار المواد الأولية، اضطرّته لبيعها بالدولار الأميركي ما بين 3500 و15000 ألف دولار، ولكن عند تحسّن الوضع الاقتصادي سيبيعها بالليرة اللبنانية".
ويوضح حسامي، أن التفاوت الكبير في أسعار السيارة مردّه إلى حجم البطارية والمحركات المستخدمة والتي تؤثر بطبيعة الحال على عزمها وطبيعة استعمالها، فإمكانيات ليرة الفئة الستاندرد (بـ 3500 دولار) بسيطة تقتصر على التنقلات البسيطة داخل المدن ذات الطرقات المسطحة، أما الفئة الأولى منها (بـ 15000) فيمكن التنقّل بها على الأراضي اللبنانية كافة، وبأداء أكثر من جيد ولمسافات بعيدة.
وفي الختام، أراد حسامي إضفاء بصمة إيجابية "لنظهر للعالم اننا في لبنان نستطيع أن نصنع شيئاً من العدم". ويطمح لإيجاد مموّل لمشروعه بالمستقبل لصناعة السيارة، ما يؤدّي لمساعدة الشباب اللبناني بإيجاد فرصة عمل.