يعتقد الكثير من النّاس أنّ تناول كأس أو كأسين من النّبيذ الأحمر أو غيره من المشروبات الكحوليّة، وبشكل شبه يوميّ، مفيدٌ لصحّتهم.
أتُراها حقيقة ثابتة مبنيّة على العلم، أم هي دعايةٌ هدفُها التّسويق؟ وهل النبيذ الأحمر مفيدٌ، وتناول القليل منه صحّيّ فعلاً؟ لقد حان الوقت لمعرفة الحقيقة.
تشير منظّمات طبّيّة من كل أنحاء العالم إلى أنّ تناول الكحول باعتدال يقدّم بعضًا من الفوائد الصّحّيّة، لكنّ البيانات الأحدث تظهر أنّ الكحول لا تعود بأيّة فائدة على صحّة الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ منظّمة الصّحّة العالميّة أشارت إلى أنّ الكحول مادّة سامّة مسؤولة عن الكثير من الضّرر على صحّة الفرد، وعلى المجتمع.
موقع "الصفا نيوز" قصد أخصّائيّة التّغذية السّيّدة أماني خفاجا الّتي أوضحت في حديثها ما يلي:
الكحول وأعراضها القصيرة الأمد:
تعتمد الأعراض المباشرة على مدى اعتياد الجسم على الكحول، والكمّيّة الّتي يقوم الفرد بتعاطيها خلال مدّة زمنيّة معيّنة، وعندما يعتاد الجسم على الشّرب المفرط، تقلّ الأعراض القصيرة الأمد، وقد تحتاج لكمّيّات أكبر حتّى تعود لتظهر.
وتختلف الأعراض القصيرة الأمد بين شخص وآخر، وهذا عائدٌ لعوامل عديدة مثل العمر والجنس والوزن، إضافة إلى الكمّيّة المُتناوَلَة، وأبرز هذه الأعراض:
- تسارع في دقّات القلب، وخلل في مستويات ضغط الدّم.
- صعوبة في التّركيز والفهم وثقل في اللسان.
- اضطراب المزاج، الصداع والتقيؤ.
- فجوة في الذّاكرة بعد الصّحو من السّكْر.
إلى جانب هذه الآثار القصيرة الأمد، يمكن للكحول، إذا تم تناولها بغير اعتدال، أن تخلِّف في الصّحّة أضرارًا كبيرة، بعضها يمكن علاجه بعد الإقلاع عن الكحول، أمّا بعضها الآخر فيتحوّل إلى ضرر مزمن لا يمكن علاجه.
أهمّ أضرار الكحول الطّويلة الأمد:
- تلف في أعضاء الجسم وإصابتها بأضرار جزئيّة أو كاملة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، وان أكثر الأعضاء التي يمكن أن تتضرّر، هي الكبد والبنكرياس والدّماغ والجهاز العصبيّ والقلب.
- ارتفاع في ضغط الدمّ، وارتفاع في مستويات الكوليسترول.
- التهاب البنكرياس وخلل في مستويات السّكّر في الدم
- خطر الإصابة بالسّرطان وخصوصًا سرطان الكبد، وعند النّساء سرطان الثدي.
أضرار الكحول على صحّة الفرد النّفسيّة:
أفادت دراسة علميّة اطّلع عليها موقع "الصّفا نيوز" بأنّ للكحول آثارًا ظاهرة في صحّة الفرد النّفسيّة، فتداخل الكحول بكمّيّة قليلة مع كيمياء الدماغ يسبّب شعورًا بالاسترخاء، لكنّ الإكثار من الكحول يؤدّي في غالب الأحيان إلى مشاعر سلبيّة.
ومع زيادة الاعتماد على الكحول يحتاج المريض إلى زيادة الجرعات لمواجهة القلق والمشاعر السّلبيّة، وهذه الزّيادة تُفاقم من الإحباط والمشاعر السّلبيّة.
ويرتبط إدمان الكحول باضطرابات نفسيّة خطيرة، مثل القلق والاكتئاب الحادّ وفقدان السّيطرة الانفعالية، والعلاقة بين الكحول وهذه الاضطرابات النّفسيّة هي علاقة تفاعليّة تبادليّة، فالاكتئاب يزيد من فرص إدمان الكحول، وإدمان الكحول يزيد من حدّة الاكتئاب.
تأثير الكحول على سلوك الفرد وحياته الاجتماعيّة بالاضافة الى معاناة اسرته، يمكن أن تقوده الى:
- ارتكاب أعمال عدائيّة تجاه المجتمع، كالتّكسير والتّخريب وايذاء نفسه والغير كونه يكون عرضة لحوادث سير يمكن أن تكون مميتة.
- فقدان ممتلكات شخصيّة نتيجة ضعف التّحكّم العقليّ.
- ممارسة الجنس غير الآمن، يمكن أن تتسبّب بعدوى جنسيّة خطيرة.
- انخفاض الأداء الوظيفيّ والانعزال نتيجة الصّعوبات الاجتماعيّة الّتي يعاني منها.