للمرّة الثالثة وفي مواجهتهما الثالثة، خرج الرياضي فائزًا على الحكمة في موسم 2025 في لقاءات القمّة في كرة السلّة اللبنانيّة.
فالرياضي وفي مواجهتهما الثالثة لم يجد أيّ صعوبة من تخطّي خصمه التقليديّ الحكمة في المرحلة الثانية من بطولة وصل غرب آسيا في كرة السلّة بنتيجة 100-85 في مباراة سيطر عليها الفريق الأصفر من بدايتها إلى نهايتها.
فهل هي الصدفة الّتي سمحت للرياضي بالتفوّق على الفريق الأخضر؟ طبعًا لا، خصوصًا وأنّ الرياضي حسم كلّ سلسلة المواجهات بينهما في الموسم الماضي لمصلحته حيث أحرز لقبها على حساب الحكمة وحسم كلّ مواجهاتهما في بطولة غرب آسيا والـ"فاينل إيت"، وصولًا إلى بطولة آسيا والّتي حسم لقبها أيضًا بطل لبنان.
لهذا، يبدو واضحًا أنّ هناك أكثر من عامل إداريّ وفنّيّ وتقنيّ يجعل من الرياضي فريقًا متفوّقًا على كلّ الآخرين في لبنان بما فيه خصمه التاريخيّ والقطب الآخر لكرة السلّة اللبنانيّة فريق الحكمة.
فالأسباب واضحة جدًّا انطلاقًا من العمل الإداريّ، حيث إنّ الثبات هو عنوان التفوّق عند أبناء المنارة الّذي لم يعرف سوى رئيسين منذ نهاية الحرب اللبنانيّة في عام 1990 وهما هشام الجارودي الرئيس التاريخيّ ومازن طبّارة الرئيس الحاليّ، على عكس الفريق الأخضر الّذي عرف أكثر من عشرة رؤساء وداعمين منذ هجرة أسطورة النادي الراحل أنطوان شويري في عام 2004 .
أمّا من الناحية الفنّيّة أو التقنيّة، فإنّ بطل لبنان يعتمد على تجانس لاعبيه وجهازه الفنّيّ، إذ إنّ تشكيلته لا تتغيّر أبدًا مع تغيّر المواسم، والبرهان أنّ الـ"روتايشن" في القلعة الصفراء تعتمد على ستّة لاعبين محلّيّين ثابتين هم بكلّ بساطة الأفضل في لبنان وهم وائل عرقجي (اللاعب الأفضل من دون أدنى شكّ في المنطقة) وأمير سعود لاعب الخبرة (المسدّد الّذي نادرًا ما يخطئ عن المسافات البعيدة) وهايك قيومجيان وكريم زينون اللاعبان المتكاملان دفاعيًّا وهجوميًّا وعلي منصور موزّع ألعاب منتخب لبنان وإلى جانبهم الفرعون اللبنانيّ اسماعيل أحمد. ويأتي دور اللاعبين الأجانب ليتكامل مع الفريق الأصفر لا ليكون هو البديل كما الحال في الفرق الأخرى، على أن يختار الفريق الأصفر الوقت المناسب لتقوية مستوى أجانبه في الفريق .
فهنا هو بيت القصيد، إذ إن لاعبي الحكمة المحلّيّين هم من المستوى المميّز إنّما يفتقدون إلى دور القيادة الّتي في المقابل وفي السنوات العشر الأخيرة انحصر دورها بلاعب أجنبيّ واحد يكون هو كلّ الثقل في الفريق وهذا هو عامل ذو حدّين، إذ إنّه يخطف الأضواء ولكن لا يكون في إمكانه أن يكون حاسمًا لمصلحة الفريق على مدار بطولة كاملة، وهذا ما شهده الفريق الاخضر بين تيريل ستوغلين وجوناثن جيبسون وحاليًّا زاك لوفتون، وذلك وسط تغيير دائم في الجهاز الفنّيّ، علمًا أنّ ثبات الفريق الأخضر وفوزه في الألقاب كان من منتصف التسعينيّات وحتّى عام 2003 عندما كان الفريق متكاملًا مع إيلي مشنتف وفادي الخطيب، وأسان نداي ومحمّد آشا إيلي نصر والأخوين شدياق وإيلي فوّاز وبراين بشارة وصباح خوري...
فلكلّ هذا، وكما هو الحال اليوم سيكون في إمكان الحكمة الفوز على الرياضي في مواجهة ولكن طبعًا لن يكون في إمكانه الفوز بسلسلة كاملة ومهما بدّل بأسماء لاعبيه الأجانب ولو بميزانيّات وأسماء عالية جدًّا... وذلك حتّى ثبات العكس.