لم يكن أحد أبدًا حتّى من أكثر المشجّعين للأرسنال ليتوقّع أن ينتهي ذهاب ربع النهائي لدوري أبطال أوروبّا بين أرسنال الإنكليزي وحامل اللقب ريال مدريد بالنتيجة الكاسحة الّتي انتهى بها 3-0 لمصلحة الفريق الإنكليزيّ.

فمن كان في إمكانه التوقّع أنّ الفريق الملكيّ الّذي يضمّ في صفوفه أشهر ثلاثيّ في العالم حاليًّا وهم الفرنسيّ كيليان مبابي والبرازيليّ فينيسيوس جونيور والإنكليزيّ جود بيلينغهام سينهار أمام هجمات "المدفعجيّين" بثلاثيّة نظيفة قاتلة قد تكون نتيجتها قد رسمت سيناريو جديدًا في تاريخ دوري الأبطال في أوروبّا.

ففريق الأرسنال هو اليوم على بعد أقلّ من خطوة للتأهّل إلى المباراة النصف النهائيّة بعد مواجهة أدارها المدرّب ميكيل أرتيتا بشكل ذكيّ جدًّا إذ إنّ دفاعاته استوعبت كلّ محاولات الفريق الإسبانيّ في الشوط الأوّل فاستهلكت خطّ وسطه وأربكت تحرّكات مهاجميه .

ومع انطلاق الشوط الثاني أحكم الفريق اللندنيّ قبضته على وسط الملعب وفرض سيطرته وضرب مرمى الفريق الإسبانيّ بهدفين لنجمه الإنكليزيّ ديكلان رايس من ركلتين حرّتين قد تكونان أجمل أهداف الموسم على الإطلاق.

وبتقدّمه أرسنال السريع 2-0، انهارت دفاعات الفريق الملكيّ، فاستفاد المهاجم الإسبانيّ ميكيل ميرينو من تضعضع الضيوف ليسجّل هدف الـ"غانرز" الثالث ليكون الأرسنال قد سدّد ضربة قاسية جدًّا للفريق الملكيّ قد تتحوّل إلى ضربة قاضية في الأسبوع المقبل في مدريد، لأنّ مهمّة الريال ستكون شبه مستحيلة أمام فريق منظّم جدًّا ومدرك تمامًا لطريقة تحرّكه كما بدا في مباراة الذهاب، حيث إنّ الفريق الإنكليزيّ قضى على الفريق المدريدي ّفي ظرف 17 دقيقة أعاده خلالها إلى مستوى الأرض.

وسيحاول المدرّب الثعلب كارلو أنشيلوتي لملمة جراح فريقه قبل منتصف الأسبوع المقبل، موعد مباراة الإياب في مدريد، إلّا أنّ كلّ الإشارات تظهر أنّ فريق الأرسنال في هذا الموسم هو الأكثر تكاملًا بين كلّ خطوطه وأنّه حتمًا الأكثر تنظيمًا، إذ أظهر لاعبوه أنّ كرة القدم دخلت عصرًا جديدًا يكون فيه تكامل اللاعبين بمستوى متجانس أفضل بكثير من التشكيلة الّتي تعتمد على أسماء رنّانة، إنّما غير متجانسة وأحيانًا غير متفاهمة على أرض الملعب.

فالّذي حصل على استاد الإمارات في لندن وقع أيضًا وفي الوقت نفسه على ملعب البافاري في ميونيخ حيث وقع فريق بايرن ميونيخ القويّ أمام صلابة الفريق الإيطاليّ إنتر ميلانو الّذي خرج فائزًا في ميونيخ أمام بايرن ميونيخ 2-1 في مباراة قادها ببراعة لاعبو الإنتر الّذين ضربوا المرمى الألمانيّ بهدفين للوتارو مارتينيز ودافيد فرتيزي، فقلبا الطاولة على الفريق البافاريّ ووضعا فريقهما بجرأة كبيرة في نصف نهائيّ دوري الأبطال قبل مرحلة الإياب الّتي قد تؤكّد أنّ التغيير العالميّ وضع رحاله أيضًا في عالم كرة القدم.