هل كتب لدور الـ16 من دوري الأبطال بأن يكون منعطفًا تاريخيًّا في تغيير الزعامات في كرة القدم الأوروبّيّة.
فبعدما توقّفنا مطوّلًا في سرد إمكان كسر أتلتيكو مدريد سيطرة الريال على زعامة أوروبّا، نستعرض في تقرير خاصّ في موقع "الصفا نيوز" مواجهة ناريّة أوروبّيّة أخرى سيحاول خلالها فريق باير ليفركوزن قلب الطاولة بأكملها على رأس فريق بايرن ميونيخ عندما يلتقيان بعد غد الأربعاء في ذهاب دور الـ16 من مسابقة الـ"تشامبيينز ليغ".
فالأكيد أنّ باير ليفركوزن (الفائز بلقبه الأوّل في بطولة ألمانيا في الموسم الماضي من دون أن يتعرّض لأيّ خسارة) وضع هدفًا جديدًا نصب عينيه، وهو الإطاحة ببايرن ميونيخ أيضًا في مسابقة دوري الأبطال لكي يجرّده من لقبه "الزعيم الأوحد" في ألمانيا.
فباير ليفركوزن وتحت إشراف مدرّبه الإسبانيّ تشابي ألونزو هو الّذي تمكّن في الموسم الماضي من وقف سيطرة بايرن على لقب الـ"بوندسليغا" ومنعه من إحراز لقبه الـ34 في ألمانيا والـ 12 على التوالي.
وأمام هذا السيناريو المثير، قرّر باير ليفركوزن نقل التحدّي بينهما من حدود ألمانيا إلى كامل الحدود الأوروبّيّة، فهو يدرك أنّه يمتلك حاليًّا فرصة نادرة جدًّا قد لا تتكرّر لإسقاط بايرن عن عرشه.
واللافت في كلّ ذلك أنّ الفضل في تحوّل باير ليفركوزن من فريق مغمور إلى قوّة ضاربة جاء عند فوز بايرن ميونيخ الكاسح عليه بنتيجة 4-0 في شهر أيلول 2022، حيث قرّر حينها رئيس فريق باير ليفركوزن إجراء عمليّة تغيير شاملة في الجهاز الفنّيّ التابع لفريقه باعتماده على مدرّب صاعد وموهوب لديه القدرة على إجراء تغيير جذريّ، فكان القرار بإسناد تلك المهمّة إلى المدرب الإسبانيّ الساحر تشابي ألونزو الّذي تمكّن منذ موسمه الأوّل في عام 2023 من تحويل باير ليفركوزن إلى تشكيلة لا تقهر ولا تعرف الخسارة حتّى أمام الفريق البافاريّ. فقد التقيا منذ ذلك التاريخ في ستّ مناسبات، فاز باير ليفركوزن في ثلاث منها وتعادلا في المباريات الثلاث الأخرى ولم يعد في إمكان بايرن منذ حينها الفوز أبدًا على فريق ليفركوزن.
واللافت أيضًا أنّ الفريقين يشكّلان حاليًّا العمود الفقريّ للمنتخب الألمانيّ، ما سيجعل من لقائهما المرتقب بعد غد الأربعاء مواجهة فنّيّة بامتياز وصراعًا تكتيكيًّا بين مدرستين مختلفتين كلّيًّا.
فمدرّب بايرن ميونيخ البلجيكيّ فينسان كومباني عمل على إعادة ترميم كامل الثقة بين لاعبيه مع ثباته على تشكيلة كلاسيكيّة تعتمد على الواقعيّة والخبرة بقيادة المهاجم البريطانيّ هاري كاين ومن خلفه خطّ وسط متماسك جدًّا مؤلّف من ثلاثيّ منتخب ألمانيا جمال موسيالا وليروي سانيه وليون غوريتسكا .
أما المدرّب الثائر الإسبانيّ تشابي ألونزو فسيعتمد على عنصر المفاجأة في تشكيلة ليفركوزن الّتي تستمدّ قوّتها من سرعة التحرّك في خطّ الوسط بالتزامن تطبيق منطق كرة القدم الشاملة بتشكيلة موهوبة تضمّ المهاجم الرائع التشيكيّ باتريك تشيك والألمانيّ الدوليّ فلوريان فيرتز والإسبانيّ الدوليّ أليكس غارسيا الّذي اعتبر أنّ "المنطق سيؤكّد بما لا شك فيه أنّ فريقه باير ليفركوزن لن يجد صعوبة في تخطّي الفريق البافاريّ ليتابع شقّ طريقه بنجاح للمنافسة على لقب القارّة الأوروبّيّة".
كلّ ذلك يبقى ضمن باب التكهّنات والأرقام لمواجهة ستشغل العالم، ولكنّ المؤكّد الوحيد فيها أنّ نتيجتها ستشكّل منعطفًا جديدًا وحاسمًا لمستقبل زعامة الكرة في ألمانيا، كونها ستكون المرّة الأولى منذ منتصف الثمانينات الّتي تكون فيها زعامة بايرن ميونيخ، بطل أوروبّا 6 مرّات، على المحكّ... وفي عقر داره.