يترقّب محبّو كرة القدم على كامل الكرة الأرضيّة ثلاثة لقاءات طاحنة في 4 و5 آذار المقبل ضمن دور الـ16 من دوري الأبطال في أوروبّا "تشامبينز ليغ".
اللقاءات الثلاثة المنتظرة ستجمع ليفربول وباريس سان جيرمان (تقرير مفصّل خاصّ لموقع الصفا في 22 شباط 2025 )، وبايرن ميونيخ وبايرليفركوزن على زعامة الكرة الألمانيّة، وأخيرًا ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في صراع ثلاثيّ الأبعاد على زعامة العاصمة الإسبانيّة والدوري الـ"ليغا" ودوري الأبطال في أوروبّا .
فدربي العاصمة الإسبانيّة بين الريال وأتلتيكو يعتبر في نسخته الأوروبّيّة هذا الموسم أشبه بلقاء كسر عضم بين تشكيلتين فرضتا سيطرتيهما هذا الموسم على الدوري الإسبانيّ. فالريال يشارك برشلونة في صدارة البطولة بـ54 نقطة وخلفهما بفارق نقطة وحيدة فقط، أتلتيكو وعينه بقوّة على اللقب.
وشاء قدر سحب القرعة في دوري الأبطال أن يقع دربي العاصمة هذا الموسم في الـ"تشامبيينز ليغ" أيضًا، كون ترسانتَي الفريقين جاهزتان، وهذا ما قد يجعل الفائز بينهما المرشّح الأقوى لإحراز لقب أوروبّا هذا الموسم.
فصراع قطبي الكرة في مدريد هو صراع تاريخيّ بامتياز وليس جديدًا بينهما حتّى في أوروبّا، إذ التقيا سابقًا في دوري الأبطال عشر مرّات فاز خلالها الريال 6 مرّات، فيما انتصر أتلتيكو 3 مرّات وتعادلا مرّة واحدة فقط .
فلمواجهة ريال وأتلتيكو تاريخ قديم جدًّا يتعدّى بعداوته كونه يقسم العاصمة بشكل عموديّ إلى جزءين، إذ إنّ التناقض بينهما يقع حتّى في هويّة الناديين. يُنظَر إلى ريال مدريد كنادي الطبقة البورجوازيّة أي الطبقة الغنيّة في مملكة إسبانيا، لهذا يعرف بالفريق الملكيّ، بينما يعتبر أتلتيكو فريق الطبقة العاملة ويمثّل شارع الفقراء في العاصمة الإسبانيّة.
ويعود تاريخ اللقاء الأوّل بينهما إلى أكثر من مئة عام وتحديدًا إلى عام 1923 ضمن مباراة أطلق عليها مباراة كأس الملك، بينما المواجهة الأولى الّتي جمعتهما في الدوري الإسبانيّ كانت في عام 1928. فعلى صعيد الدوري في إسبانيا، التقى الجاران اللدودان في 176 مواجهة حتّى اليوم، وكان النصيب الأكبر من الانتصارات فيها لمصلحة الفريق الملكيّ مع 91 انتصارًا مقابل 41 خسارة، بينما جاء التعادل بينهما في 44 مواجهة.
ولكلّ تلك الأسباب، سيدخل فريق الريال اليوم (الخميس 26 شباط 2025) في معسكر مغلق تحضيرًا لمواجهة أتلتيكو، كونه يعتبر هذا اللقاء مفصليّا، وهو يدرك مدى صعوبة الامتحان.
وسيدفع المدرّب الثعلب كارلو أنشيلوتي في مباراة الذهاب الثلثاء المقبل في سانتياغو برنابيو بكامل ترسانته وبتشكيلة تستمدّ قوّتها من رباعيّ خطّ الدفاع بقيادة الألمانيّ روديغر والفرنسيّ تشواميني، ومن أمامهما الثنائيّ المفضّل عند أنشيلوتي في خطّ الوسط مع الإنكليزيّ جود بيلينغهام وإدواردو كامافينغا ليفتحا الطريق للثنائيّ الفرنسيّ مبابي والبرازيليّ فينيسيوس جونيور بمحاولة كسر دفاعات مدرّب أتلتيكو مدريد الثائر دييغو سيميوني .
فالمدرّب الأرجنتينيّ يعمل بعيدًا عن الأضواء لمواجهة الريال، ولن يكشف أسرار خطّة فريقه بل اكتفى بالقول للصحافيّين في إسبانيا إنّ "الـ"روخي بلانكوس" سيكون ليل الثلثاء 4 آذار/مارس المقبل مستعدّا تمام الاستعداد لكي يحظى بحسن الضيافة، ولمَ لا، ليخلق المفاجأة في حرب متعدّدة الأبعاد ستنطلق بصراع مدرستين مختلفتين تمامًا بين المدرّب الأرجنتينيّ والمدرّب الإيطاليّ ولن تنتهي بمعركة الفرنسيّين بين المهاجمين كيليان مبابي من جهة وأنطوان غريزمان من جهة ثانية".
وللحديث تتمّة... فالمعركة يوم الثلثاء المقبل في 4 آذار ستشغل كامل الكرة الأرضيّة.