صحت الولايات المتّحدة الأميركيّة فجر أمس الأحد على خبر انتقال هزّ كرة السلّة الأميركيّة ومعها الرياضة العالميّة هزّا غير متوقّع، مع الإعلان عن انتقال نجم فريق دالاس مافريكس وكرة السلّة الأميركيّة للمحترفين السلوفينيّ لوكا دونشيتش إلى فريق لوس أنجلس لايكرز.
وجاء وقع الخبر الّذي كشفه الصحافيّ الأميركيّ المتخصّص في خبايا الدوري الأميركيّ وأسراره شمس شارانيا كالزلزال في كرة السلّة الأميركيّة، إذ إنّ قنبلة انتقال السلوفينيّ دونشيتش ستعيد الحسابات وستضع فريق اللايكرز في صدارة المرشّحين بعدما كان قبل 24 ساعة بعيدًا جدًّا عن المنافسة.
وبعد ساعات على إعلان صاعقة انتقال لوكا دونشيتش إلى اللايكرز بدأت المعلومات تتوافر. فظهر أنّ عمليّة الـتبادل جرت بعيدًا جدًّا عن الأضواء بين إدارتي دالاس مافريكس ولوس أنجلس لايكرز، إذ انضمّ النجم السلوفينيّ إلى اللايكرز مقابل انتقال نجم لاعب الارتكاز أنتوني دايفيس في الاتّجاه المعاكس مع إعطاء مدينة دالاس البطاقة الّتي هي في حوزة فريق مدينة لوس أنجلس ليكون أوّل من يختار من لاعبي الجامعات الأميركيّة في الـ"درافت" للموسم المقبل.
ويعتبر لوكا دونشيتش (25 عامًا)، أحد أفضل اللاعبين الهجوميّين في تاريخ كرة السلّة، إذ يبلغ معدّل تسجيله للنقاط في المباراة الواحدة 28.7 نقطة، وهو ثالث أعلى سجلّ في التاريخ، خلف الأسطورتين الأميركيّتين مايكل جوردان وويلت تشامبرلين.
وفي قراءة لموقع "الصفا نيوز" لما وراء هذه المفاجأة المدوّية وللخلفيّات الحقيقيّة الّتي أدّت إلى حصول هذا الانتقال غير المسبوق في كرة السلّة الأميركيّة، يبدو أنّ الأطراف المعنيّة كلّها فازت في خيارها، فمدينة لوس أنجلس وفريقها الأبرز اللايكرز يريدان أن يكون لهما قائد للفريق يحمل على أكتافه عراقة النادي خلفًا لليبرون جايمس (40 عامًا) والّذي أصبح على بعد خطوة صغيرة من إعلان اعتزاله.
فاللايكرز معروف تاريخيًّا بأنّه يبني فريقه دائمًا بقيادة نجم لكرة السلّة الأميركيّة، فكان أسطورة كرة السلّة ويلت شامبرلين صاحب الأربعة آلاف نقطة قائدًا لمدينة الأضواء في نهاية الستينيّات ليلحق به عملاق الملاعب كريم عبد الجبّار في السبعينيّات، ولاحقًا محرّك الألعاب التاريخيّ ماجيك جونسون ومعه جايمس وورثي في الثمانينات قبل أن يتعاقد اللايكرز مع نجم البطولة شاكيل أونيل في التسعينيّات ومن بعده ساحر الملاعب كوبي براينت، وحاليًّا الملك ليبرون جايمس الّذي من المتوقّع أن يعطي الشعلة في نهاية الموسم للسلوفينيّ لوكا دونشيتش هدّاف البطولة الحاليّ، فيكون هو من سيحمل مدينة الأضواء في السنوات العشر المقبلة.
أما اللاعب دونشيتش، فهو كان قد أعلن مرارًا أنّه يريد تحقيق حلمه منذ أن لمع في كرة السلّة بأن يكون يومًا ما جنبًا إلى جنب مع الملك ليبرون وأنّ هذا الهدف لا يمكن أن يتحقّق إذا لم يكن إلى جانبه في ما تبقّى من هذا الموسم وهذا ما عمل على تحقيقه، إضافة إلى أنّه يريد أن يكون أوّل لاعب الأوّل غير أميركيّ يقود أحد أشهر فرق كرة السلّة الأميركيّة على الإطلاق. فالإسبانيّ باو غازول والصربيّ فلادي ديفاش كانا لاعبَين مؤثّرَين إنّما لم يكونا من نجوم الصفّ الأوّل للبطولة الأميركيّة.
أما فريق دلاس فيعتبر نفسه فائزًا في هذا الانتقال التاريخيّ، إذ كانت لديه علامات استفهام حول إمكانات دونشيتش الدفاعيّة، وكان يعتبر في المقابل أنّه في حاجة إلى لاعب بمواصفات أنطوني دايفيس الّذي يعتبر من أكثر اللاعبين تكاملًا في البطولة الأميركيّة مع معدّل رائع من النقاط هو 25 نقطة في المباراة والتقاط 12 مرتدّة
يبقى أنّ على مراقبي كرة السلّة الأميركيّة والرياضة انتظار الأيّام والأسابيع المقبلة لمعرفة من خرج فائزًا في هذا الانتقال غير المسبوق. لكنّ الأكيد أنّ هناك منتصرًا كبيرًا وهو بطولة الـNBA الّتي ستصبح ابتداء من اليوم محطّ أنظار الملايين من محبّي الرياضة كما كانت الحال في فترة أسطورة اللعبة مايكل جوردان ومن ثمّ ساحرها كوبي براينت.