لن يكون موسم 2025 في رياضة المحرّكات مجرّد منافسة على لقب بطولة العالم في سباقاتها وبطولاتها، بل سيكون نقطة تحوّل في تاريخها، فبكلّ بساطة، ستشكّل تبعات هذه الرياضة منعطفًا جديدًا في مستقبلها، حيث إنّ كلّ ما سبق هذا التاريخ لن يكن أبدًا كما بعده.

فبطولة الفورمولا وان في موسم 2025 ستحمل تحدّيًا غير مسبوق وسترسم مصيرًا مشتركًا لفريق الفيراري الأشهر في العالم ولأسطورة سباقاتها البريطانيّ لويس هاميلتون.

فقد ذهب كلّ من الفيراري وهاميلتون بعيدًا جدًّا برهانهما وأهدافهما عند إعلانهما التوأمة والشراكة، والعنوان الكبير أنّ السائق البريطانيّ هو من سيحمل راية الحصان الأسود .

وسينشغل العالم في موسم 2025 بعنوان كبير جدًّا هو "إمّا أن يحرزا كلّ شيء أم يخسرا كلّ شيء". فلا مكان لاستنتاج ثالث، فقد وضع كلّ من الفيراري وهاميلتون نصب أعينيهما إحراز لقبي بطولة العالم عند الصانعين وعند السائقين لهدف مشترك يجمعهما وهو أنّ فريق الفيراري يعتبر أنّه حان الأوان ليعيد بسط سلطته على زعامة الفورمولا وان، علمًا أنّ آخر فوز له في بطولة السائقين أو حتّى الصانعين يعود لعام 2008 أي منذ 17 عامًا .

ويعتبر الفريق الإيطاليّ الأكثر شعبيّة في العالم والأكثر فوزًا في سجلّات الفورمولا وان مع 16 لقبًا عالميًّا و243 انتصارًا، وهو الفريق الوحيد بين كلّ الصانعين الّذي لم يغب عن أيّ مشاركة منذ انطلاق بطولة العالم في الفورمولافي في عام 1950. وتعتبر أبرز إنجازات فريق الحصان الراقص من خلال الأسطورة مايكل شوماخر، حيث احتكر فريق السكودريا من خلال السائق الألمانيّ لقب البطولة في بداية الألفيّة الثالثة في 5 مواسم متتالية.

وشاء القدر أن يأتي رهان الصانع الإيطاليّ للعودة إلى الأضواء والألقاب من خلال إعطاء شارة قيادة الفريق في هذا الموسم إلى البريطانيّ لويس هاميلتون (40 عامًا) حامل الرقم القياسيّ في عدد ألقاب البطولات مع 7 ألقاب مشاركة مع الأسطورة شوماخر، وهو سيحاول تحطيم كلّ الأرقام القياسيّة بإحرازه اللقب العالميّ الثامن ليبتعد عن السائق الألمانيّ ويصبح الاسم الأبرز في تاريخ سباقاتها.

فالسائق الجليديّ لويس هاميلتون يحمل العديد من الإنجازات وأبرزها، إضافة إلى ألقابه السبعة (6 منها مع فريق المرسيدس الألمانيّ)، الرقم القياسيّ أيضًا بعدد الفوز مع 103 انتصارات و197 منصّة تتويج و104 انطلاقات من المركز الأوّل و8 انتصارات في جائزة أستراليا الكبرى و17 تتويجًا في موسم واحد .

ولم يخف السائق البريطانيّ حماسه في الساعات الماضية لما يحلم في تحقيقه مع الصانع الإيطاليّ عندما كان يتنزّه في قسم التراث في مقرّ الفيراري في منطقة مارانيلو في إيطاليا. وسيرتدي لويس هاميلتون خوذة الفيراري إنّما الصفراء اللون لما تحمل من رمزيّة له، وذلك كون هذا اللون استخدمه في انطلاق مسيرته عندما كان طفلًا في سباقات الكارتنغ. وسيرتدي هاميلتون البدلة الكلاسيكيّة الحمراء الّذي ظهر فيها نهاية الأسبوع الماضي أمام محبّي الفيراري الّذين احتشدوا لمواكبة ظهوره عند قيادته للمرّة الأولى سيّارة الفريق في ظهور استعراضيّ مع الصانع الإيطاليّ.

وتضمّنت استعدادات هاميلتون وفريقه الجديد في اليومين الماضيين تركيب مقعد ملائم له داخل السيّارة الحمراء وعيّنة من جهاز محاكاة الفيراري، ممّا أعطى لويس هاميلتون فرصة الشعور بما سينتظره على مدار موسم قد يكون حاسمًا له وللصانع الإيطاليّ في مسيرتهما الّتي لن يقف أمامها متفرّجًا كلّ من الريد بول بطلة السائقين وماكلارين بطلة الصانعين وبينهما المرسيدس الّتي ستحاول جاهدة منع عودة الفيراري، وعندها لن يكون في إمكان أحد إعادتها إلى الوراء.