تسرق مدينة جدّة أضواء كرة القدم العالميّة بدءًا من مساء اليوم وحتّى ليل الأحد المقبل عند استضافتها مباريات نصف نهائيّ ونهائيّ مسابقة كأس السوبر الإسبانيّة، حيث تجمع مبارتا نصف النهائيّ بين ريال مدريد وريال مايوركا من جهة وبرشلونة وأتلتيكو بلباو من جهة أخرى.

وتعتبر هذه النسخة الخامسة من كأس السوبر في المملكة العربيّة السعوديّة، بعدما احتضنت أربع بطولاتٍ، حقّق منها ريال مدريد ثلاثة ألقاب، مقابل لقب واحد لفريق برشلونة الّذي يملك الرقم القياسيّ من بطولات السوبر، مع 14 لقبًا مقابل 12 لقبًا لريال مدريد.

والمعروف أنّ بطولة كأس السوبر الإسبانيّة تأتي ضمن حزمة من البطولات والفعاليّات الرياضيّة، ضمن خارطة الطريق الّتي وضعتها المملكة العربيّة السعوديّة لـ"رؤية السعوديّة 2030"، من خلال استضافة أهمّ الأحداث والفعاليّات الرياضيّة العالميّة وأكبرها.

وجاء انطلاق اهتمام المملكة العربيّة السعوديّة بكرة القدم في شكال خاصّ والرياضة في شكل عامّ لحظة إعلان النجم العالميّ البرتغاليّ كريستيانو رونالدو انتقاله إلى فريق النصر السعوديّ في نهاية عام 2022 بعد انتهاء كأس العالم لكرة القدم في قطر، وذلك في مفاجأة مدوّية ومن خلال صفقة انتقال اعتبرت تاريخيّة بلغت قيمتها أكثر من مئتي مليون دولار في العام الواحد.

وبانتقاله إلى الدوري السعوديّ، افتتح رونالدو سوق هجرة نجوم اللعبة من أوروبّا إلى الدوري السعوديّ، وأبرزهم نجم منتخب البرازيل نيمار والفرنسيّ كريم بنزيما.

بطولة كأس السوبر الإسبانيّة تأتي ضمن حزمة من البطولات والفعاليّات الرياضيّة، ضمن خارطة الطريق الّتي وضعتها المملكة العربيّة السعوديّة لـ"رؤية السعوديّة 2030"، من خلال استضافة أهمّ الأحداث والفعاليّات الرياضيّة العالميّة وأكبرها.

إشارة إلى أنّ الاتّحاد الإسبانيّ لكرة القدم كان قد أبرم في عام 2023 اتّفاقًا يمتدّ لخمس سنوات مع المسؤولين السعوديّين بتمويل كأس السوبر بمبلغ40 مليون يورو لكلّ نسخة. يذهب نصف هذا المبلغ (20 مليون يورو) إلى خزينة الاتّحاد والنصف الآخر (20 مليون يورو) يُوزَّع على الفرق الأربعة الفائزة حسب ترتيبها مع نهاية المسابقة.

من هنا، يحبس محبّو كرة القدم حول العالم أنفاسهم لكي يتخطّى كلّ من برشلونة وريال مدريد منافسيهما أتلتيكو بلباو وريال مايوركا كي لا يفسد أحدهما الموقعة المنتظرة بينهما في نهائيّ المسابقة. فمدينة جدّة ومعها العالم أجمع يراهنون على أنّ لا شيء في بداية العام يعلو على لقاء الكلاسيكو في كرة القدم بين ريال مدريد وبرشلونة.

فريال مدريد كما برشلونة مصمّمان على الانطلاق في العام الجديد بانتصار مدوٍّ عبر إحراز اللقب الرسميّ الكبير الأوّل لهما في الموسم الجديد من جهة وتسجيل انتصار معنويّ كبير لأحدهما على الآخر لما له من دلالات وحسابات قد تكون لها آثار كبيرة حتّى نهاية الموسم.

لهذا، فإنّ مدرّب برشلونة الجديد الألمانيّ هانز فليك يبحث عن اللقب الأوّل له مع الفريق الكتالونيّ خلال المشاركة في بطولة كأس السوبر الإسبانيّة.

ولكن على المدرّب الألمانيّ ولاعبيه تخطّي فريق أتلتيكو بلباو الليلة إذا أرادوا أن يضربوا موعدًا لهم مع الفريق الملكيّ ريال مدريد في نهائيّ المسابقة ليل الأحد المقبل (وذلك في حال تخطّي الريال غدًا فريق ريال مايوركا) في نهائيّ قد يذكره التاريخ لأسباب عدّة. فالمواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة ستكون النهائيّ الأوّل ضمن البطولات الخمس الكبرى في أوروبّا مع بداية عام 2025، ما يجعل أعرق فريقين في العالم متعطّشين لإحراز اللقب. وفي حال تأهّل قطبا اللعبة إلى النهائيّ، سيحمل نهائيّ كأس الملك اتّجاهًا معاكسًا في قدر المدرّبين، إذ إنّه سيكون اللقب الرسميّ الأوّل للألمانيّ هانز فليك مع الفريق الكاتالونيّ وقد يكون اللقب الأخير ضمن مسابقة كأس الملك للمدرّب الثعلب كارلو أنشيلوتي مع فريق ريال مدريد.

وسيكون من الصعب جدًّا معرفة لمن الأفضليّة في كلاسيكو مدينة جدّة، إذ إنّ برشلونة هو هذا الموسم في أفضل أحواله منذ فترة طويلة، وبين الفرق الثلاثة المتصدّرة لدوري الأبطال في أوروبّا ويتشارك مع أتلتيكو مدريد صدارة الدوري الإسبانيّ.

ويعتمد فريق برشلونة في سيطرته على مختلف المسابقات في هذا الموسم على تكتكيك مدرّبه الألمانيّ الّذي يعتمد على سرعة تحرّكات لاعبيه من جهة وقوّته الدفاعيّة من جهة أخرى.

فالمدرّب هانز فليك استعان بقوّة نجومه الشباب في تشكيلة برشلونة بدفعه بالمواهب الصاعدة وأبرزها النجم الإسبانيّ لامين يامال (مواليد عام 2007)، وإلى جانبه الجيل الذهبيّ الناشئ لمنتخب إسبانيا مع الرباعيّ داني أولمو وغافي وفران توريس وبيدري نجم خطّ الوسط .

فبرشلونة يعتمد على نجوم منتخب إسبانيا بطل أوروبّا، إضافة إلى جوهرة منتخب البرازيل رافينيا واللاعب الهولّنديّ فراكي دو يونغ وهدّاف أوروبّا روبرت ليفاندوفسكي.

في المقابل، يريد ريال مدريد استعادة عافيته بعد الخطوات الناقصة العديدة الّتي وقع فيها في دوري الأبطال وسيعتمد على دخول نجم الديوك كيليان مبابي أكثر فأكثر في أجواء الفريق الملكيّ وبالتالي في كيمياء تشكيلة أنشيلوتي الّتي تخشى من تهوّر نجم البرازيل فينيسيوس جونيور.

فهل يكون ليل الأحد ليل عودة الريال إلى طريق الانتصارات والألقاب أو أنّ برشلونة سيؤكّد أنّه الأفضل في الوقت الراهن... ولكن قبل كلّ ذلك، على قطبي الكلاسيكو اجتياز امتحان النصف النهائيّ لتحقيق حلم محبّي كرة القدم وحلم مدينة جدّة بإقامة الكلاسيكو على أرضها وبين جماهيرها.