رسالتي هي الشَّهادة للحقيقة، لأنِّي لا أعدُّ الصَّحافيَّ صحافيًّا، إن لم ينطلق في مهنته – الرِّسالة، من صفة كونه مشروعَ شهيد. لأنَّ الحقيقة هي التي تحرِّر.

***

الشِّعرُ في نظري هو الضَّمير. كأنَّ ثمَّة من يجلس في نخاعك ويجلدك ويخزك كلَّما حدتَ لحظةً عن القيم أو الجمال أو الخير. ورسالة الشَّاعر أن يهديَ الفرح إلى كلِّ قلب، ويشعَّ بالرُّؤية حيثما حلَّ، ويكون الغد المنتظر محمَّلًا هموم الحاضر والماضي.

***

الشِّعر وسيلة من وسائل التَّعبير عن الحبّ. لكنَّها الوسيلة الأعمق. كأن تجمع ربيعًا كاملًا في قطرة عطر.

***

لا أجد صراعًا بين الشِّعر العامِّيِّ والشِّعر الفصيح. بل أرى تكاملًا يجعل صورة الأدب أكثر جمالًا. اللُّغة تتطور، وكلُّ لغات الشَّرق تتحدَّر من لغة أمٍّ هي المتعارف على تسميتها بالسَّاميَّة. وثمَّة ميزة في الشِّعر العامِّيِّ اللُّبنانيِّ أنَّه موغل في القدم، خصوصًا من حيث أوزانه، وأنَّه كان على كلِّ شفة ولسان في قرانا وهو عنصر أساس من ثقافتنا وذاكرتنا. هو شعر نتعلَّمه في المجتمع، أمَّا الشعر الفصيح فلا تتعلَّمه إلَّا في المدرسة أو الجامعة، إلَّا إذا كنت من محبيه ومريديه.

لا أفكر في أيِّ لغة أكتب حين أريد كتابة قصيدة. ثمَّة كلمة مفتاح، أو صورة أو فكرة، هي تأخذني إلى العامِّيَّة أو إلى الفصحى، وتحدِّد الوزن والقافية، من تلقائها. ويا ليت هذا الكلام على الصِّراع بين اللُّغتين، ينتهي، لمصلحة التَّشجيع على الكتابة الجميلة، خصوصًا في عصر التواصل المتطوِّر الذي أسقط حواجز كثيرة بين المجتمعات، وجعل خصائص كلِّ لهجة معروفة من الجميع.
***

يقول طاغور: ويل لأمة لا يحكمها شاعر. وأوصانا سعيد عقل: إحلم... ولتكن أحلامك كبيرة. قد يكون الخيال الجامح لدى الشُّعراء أو الصُّورة التي يرسمونها لما يرون أو الجرأة في القول، ما يجمِّل السِّياسة ويحثُّها على الإبداع، فلا تبقى تقليدية تقوم على المماحكات. السِّياسة أخطر علم لأنَّ مادَّتها الإنسان، والشِّعر أرقُّ علم لأنَّه إنساني قبل أي أمر آخر.

***

في سبق البدل، سباحةً أو ركضًا، لا ينال آخر من يصل إلى خطِّ النهاية وحده الميداليَّة الذَّهب. كلٌّ من الأربعة ينال ميداليَّة، ويعتلون معًا المنصَّة ليتوَّجوا أبطالًا.

حقيقة أسوقها لمن يحاول سرقة انتصار حقَّقه الجميع... أللَّهم إني بلَّغت.

***

معارضة اليوم ستصبح سلطة الغد. وسلطة اليوم عائدة، في معظمها، على جناح معارضة الأمس.
يلزمنا منجِّم لفكِّ طلاسم هذه الأحجيَّة، أو معجم لإعادة المعاني إلى نصابها، أو عودة العصفوريَّة، أو ورقة لوتو رابحة... فبلاد الله واسعة.

***

لماذا تطغى الأنثويَّة على المشهد التِّلفزيوني العام، بخاصَّة في برامج المنوَّعات وبعض البرامج السِّياسيَّة والثَّقافيَّة، وكذلك لدى مغنِّي آخر زمان؟ ورجاءً، لا يفهمنَّ أحد من سؤالي أنَّ لي شيئًا على النِّساء، وبالتَّالي لست أعمِّم في حكمي على هذا الموضوع.

لأنَّ تاء التأنيث التي فقدت بريقها في اللُّغة العربية وقواعدها، وجدت ربَّما نفسها في قواعد اللُّغة المرئيَّة الحديثة، إذا صحَّ التَّعبير. فمن يُفترض بها أن تكون أنثى، صادرت ما توافر لها من تاءات التَّأنيث، حتَّى شاع القول "امرأة ومكتّرة". أمَّا الرَّجل فارتدى تاء التأنيث، من رأسه إلى أخمص قدميه، مرورًا بنبرة صوته ومشيته وحركات يديه ورموشه وأنفه وذبحة عينيه ومطِّ شفتيه، حتَّى بدا أنَّه "شَكَر"، لا أنثى هو ولا ذكر.