"كلُ زاوية مدمّرة تحملُ أثراً لروحٍ كانت حيّة، وما بين الحطام والخراب، تتجلّى قوّةُ التّعافي والإرادة في تجاوزِ المِحَن"، بهذه الكلمات نشرتْ فرقةُ الرّقص Yalla Dance Group (مجوعة يلا نرقص)، مقطَعَ فيديو يُقارنُ مشهدين لـ (حي الميدان) الواقع في مدينة النبطية، قبلَ وبعدَ العدوان الإسرائيلي عليه. في السّابقِ رقصتِ الفرقةُ في الحي على أنغامِ أُغنية "ميّل يا غزيّل" للفنانةِ الكبيرةِ الرّاحلةِ نجاح سلام (1931 - 2023)، أمّا اليوم، فالخرابُ يعمُ المكان.
@yalladancegroup كل زاوية مدمرة تحمل أثراً لروح كانت حية، وما بين الحطام والخراب، تتجلى قوة التعافي والإرادة في تجاوز المحن. #war #yalladancegroup #lebanon ##janoub #jnoub #fyp #fyppppppppppppppppppppppp#جنوب #بيروت #بقاع #لبنان #لبنان?? @ali bitar ♬ original sound - yalladancegroup
يلقَى الفيديو انتشاراً كبيراً على مواقعِ التّواصل الاجتماعي، فيشطرُ القلبَ حزناً على النبطية، لكن في آن يُعبّرُ من خلالِ الكلمات المرفقة وأنغام الأغنية اللبنانيّة، عن جانبٍ من جوانب الإرادةِ، فيُنعشُ ذاكرةَ شعبٍ يهوى الحياة ويتمتعُ بتراثٍ غارسٍ بالتّاريخ.
قوّةُ التّعافي والإرادة في تجاوزِ المِحَن
تُعدُ مدينة النبطية واحدةً من أهم المدن اللبنانيّة والجنوب بشكلٍ خاص، ذاتَ موقعٍ جغرافي استراتيجي، حيثُ تتمتعُ بمعالم آثريّة وسياحيّة وحضاريّة، على مقربةٍ من القلاع والحصون التّاريخيّة. تحتضنُ النبطية من حولها قرى جنوبيّة خلاّبة، كما تُطلُ على مناطق واسعة داخل فلسطين المحتلّة. يعودُ تاريخ النبطية إلى آلاف السنين، حيثُ كشفتِ الحفرياتُ أنّ عمرَ المدينة ما بين 8 آلاف و15 ألف سنةٍ قبلَ الميلاد. عندَ كل حرب إسرائيليّة على لبنان، يطالُ العدو النبطية بالتخريبِ والهدمِ والقتلِ، فتُراقُ فيها الدّماء. وخلال الحرب الحاليّة، للنبطية حصّة كبيرة من الخراب، لم تشهدْها من قبل، حتّى أنّ أحياءً بأكملِها أُزيلَتْ عن بكرةِ أبيها.
ستنتهي الحرب دونَ شك، وتعودُ "يلا نرقص" لتقدّم لوحةً لن تكونَ على ركامٍ بل على إعادةِ إعمارٍ، معمّداً بدماءٍ ذكيّةٍ سقتَ أرضَ الجنوب وضحّتْ لأجلِ كلِ لبنان.