في عُرفِ المُحبين، بشكل خاص للفنانين والمشاهير عمومًا، لا يوجد "الأسوأ"، وكذلك في قانون التجارب التي لا بدّ أنّ فيها "نزلات وطلعات" كما يُقال، لكن في العام 2025 لم تثبت نجوى كرم نفسها كفنانة لبنانية يُفترض أنّها متصدّرة، وساءت الأُمور أكثر بانتظار إطلالتها في برنامج المواهب Arabs Got Talent، لكنه لم يحظَ بالمتابعة المفترضة، فلم تنجح في هذا الإطار أيضاً. ولو كانت الظروف الأمنية في لبنان، قد عاكست الفنانين جميعاً، يُفترض أنّ "شمس الغنية" مع إقامتها أكثر الأحيان خارج لبنان بحكم زواجها وعملها، أن تُُغرّد خارج السرب، لكن للأسف لم تحظَ بالنجاح المطلوب.
راغب علامة... سقطة مدويّة
أمّا النجم اللبناني راغب علامة، فإنّ حضوره كانَ يوازي حضور النجمة العراقية رحمة رياض في برنامج المواهب X-Factor، وإن كانَ نجاح رحمة كبيرًا، فيواكب راغب الجيلَ الصّاعد، لكنّ كلامه المسرّب مع الفنان الإماراتي عبدالله بالخير، وضعهُ بمآزق كبير، جعلَ من العام 2024 عاماً سيئاً عليه على الصعيدِ الإنساني أيضاً.
نوال الزغبي في منطقة "بدل الضائع" وإليسا ونانسي تحاولان
بينما بالنسبة لنوال الزغبي، فتستمر في اللعب في "الوقت بدل الضائع"، لا جديد على صعيدِ الإطلالات والأعمال الغنائيّة، وتستمر بالتراجع على مستوى الحفلات، فتفترضُ "مؤامرةً ما" خلفَ ذلك، وبأنّ الحجوزات الفعلية لزملائها الفنانين في حفلاتهم "غير صحيحة" كما تقول! بينما استمرت إليسا في التواجد عام 2024 رغم خلافاتها مع شركة "وتري"، ولا تزال تحظى نانسي بالحظ والحنكة الجيدين، نتيجة إدارة أعمالها المتمرّسة (جيجي لامارا)، ما يُحيلنا لمسألة إدارة أعمال الفنان، فرغم تواضع إطلالة نانسي في الحدث الضخم لمصمّم الأزياء إيلي صعب بالرياض، لكنها تفوّقت على إليسا، فظهرت كمغنية على المسرح إلى جانب سيلين ديون وجينيفير لوبيز، بينما جاءت إليسا كمدعوّة!
لا جديد ولا نجوم جدد
ولبنانياً أيضاً، على الصعيد الغنائي، لا نجوم جدد سطعوا باستثناء مارلين نعمان التي تتأرجح تجربتها بين التمثيل والغناء، وتُطل كممثّلة أكثر، ولا يُعرف إن كانت الحرب هي السبب في التراجع الغنائي عموماً، ولو كان كذلك، ماذا عن موسم الصيف السابق الذي كانَ مليئاً بالحفلات لنجوم عرب قدموا إلى لبنان، وسط شبه غياب للنجوم اللبنانيين باستثناء بعض الحفلات لوائل كفوري وآدم وجوزيف عطية، بلا أي بريق؟! وهل يتحمل متعهدو الحفلات المسؤولية باستقطاب النجوم العرب، أم يستجيبوا لأهواء الجمهور اللبناني؟
تمثيلياً... الحالة جيدة
أمّا تمثيلياً، فيُعد العام 2024 جيداً بالنسبة للدراما اللبنانية التي تستطيع أن تتملص رويداً رويداً من دائرة "العمل المشترك مع السوري"، وتثبت نفسها بنجومٍ لامعين، لا سيّما الممثلات الكبيرات مثل تقلا شمعون وختام اللحام، وكذلك بوجود مخرجين متميزين مثل فيليب أسمر، وكذلك منحَ المنتج اللبناني الثقة للممثلين الرجال مثل عمار شلق وبديع أبو شقرا، في إطار تميّز وسام فارس ونيكولا معوض في الأعمال خارج لبنان.
ولا يمكن إنكار أنّ الممثلة ماغي بو غصن وزوجها المنتج جمال سنّان، يسبّبان حالةً من الاستقرار الإنتاجي، ويمنحان الثقة للصناعة الدراميّة اللبنانيّة.
الشامي وشيرين وأصالة
أمّا عربياً، فإنّ الحديث عن المجال الغنائي، يُحيلنا لنجاحات كل من الشامي وشيرين وأصالة نصري وأُميمة طالب ورحمة رياض.
يحظى الشامي في بداية العشرينيات من عمره بإدارة أعمال جيدة "ميوزك ماي لايف"، ما يُثبت مرةً أُخرى أنّ إدارة الأعمال هي الأساس، بينما رغمَ غياب شركة الإنتاج لا بل التعارك معها (روتانا)، ورغم المشاكل الشخصيّة بالنسبة للنجمة المصريّة شيرين عبد الوهاب، استطاعت أن تحصد النجاح الكبير خلال عام 2024، وتفوقت على نجاح ألبوم أنغام. وكذلك أصالة، التي انتصرت سياسياً، بعدَ رحيل نظام الأسد، تُسعد دوماً بتقديم كل ما هو جديد على صعيد الغناء والحفلات. ومن جيل الشباب، لمعتا النجمة العراقية رحمة رياض وحصدت النجاح في برنامج X-Factor نتيجة عفويتها، بينما خليجياً تألقت النجمة التونسيّة أُميمة طالب، بأعمال غنائيّة خليجيّة، أعادت للذاكرة نجاحات الرّاحلة ذكرى.
وكان العام 2024 سيئاً على نوال الكويتية نتيجة سحب الجنسية منها، في إطار قانون "تشحيل الجنسيات" ممن لا تعود أُصولهم للكويت!
عربياً على صعيد التمثيل
وتمثيلياً، إنّ العام 2024 كانَ حافلاً بنجاحات كبيرة بالنسبة للممثلين المصريين والسّوريين. مصرياً، لمعت مي عمر وصارت منى زكي في مرتبة "المخضرمات" ولفتت شيماء سيف الأنظار إليها نتيجة خسارة الوزن وتصدرت التراند، بينما يستمر نجاح النجوم الرجال مثل محمد سلام وأحمد داش، وسط تراجع محمد رمضان وحضور عادل إمام في الأخبار، نتيجة الحديث عن اعتزاله وإصابته بالمرض. كما لمعَ الحضور السّوري، لا سيّما محمود نصر وسامر اسماعيل من الرجال وسلافة معمار وديمة قندلفت من النّساء.
ويُعد عام 2024 عام الفعاليات الفنيّة على صعيد المهرجانات والتكريمات، لا سيّما في المملكة العربيّة السعوديّة، التي استمرت بالصعود بهمّة هيئة الترفيه لكنها صارت تتوجّه للنجوم العالميين أكثر من استقطابها للفنانين العرب!