بعد نحو عامين من خسارة الرياضة العالميّة أحد أبرز أسمائها السويسريّ روجيه فيديرير ملك ملاعب التنس في العالم، كانت الساعات الأخيرة تطوي صفحة أساطيرها مع إعلان النجم الإسبانيّ رافاييل نادال عن موعد اعتزاله كرة المضرب في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
فالماتادور الإسبانيّ رافاييل نادال بعمر الـ38 عامًا قرّر التخلّي عن لعبته الّتي جال العالم بألقابها وسرق النجوميّة من ملاعبها، خصوصًا مع تتويجه أسطورة الملاعب الرمليّة، حيث حقّق لقب بطولة رولان غاروس الفرنسيّة 14 مرّة في رقم غير مسبوق وغير ممكن تحطيمه لا في المستقبل القريب ولا حتّى في المستقبل البعيد.
فالنجم الإسبانيّ المتوّج بـ22 لقبًا في بطولات الغراند سلام أي البطولات الأربع الكبرى في العالم (ويمبلدون ورولان غاروس والولايات المتّحدة الأميركيّة وأستراليا)، أعلن أنّ مشاركته في كأس ديفيز خلال شهر تشرين الثاني المقبل في مدينة مالاغا في إسبانيا، ستكون آخر ظهور له في ملاعب الكرة الصفراء.
وقال نادال في مقطع فيديو نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعيّ: "أنا هنا كي أخبركم بأنّني قرّرت اعتزال التنس، الحقيقة أنّني مررت ببعض السنوات الصعبة وخصوصًا آخر عامين، ولا أعتقد أنّني قادر على اللعب من دون قيود". وتابع نادال، قائلاً: "هذا بالطبع قرار صعب واحتجت إلى بعض الوقت لاتّخاذه، لكن في هذه الحياة لكلّ شيء بداية ونهاية، وأعتقد أنّ هذا هو الوقت المناسب لوضع حدّ لمسيرتي".
وشكر الإسبانيّ نادال عائلته الكبرى وهو مجتمع التنس الّذي كان رفيق دربه على مدى عشرين عامًا، ولكنّ عائلته الصغرى كانت دائمًا إلى جانبه، حيث قال: "أن أعود إلى المنزل وأشاهد ابني يكبر كلّ يوم، كان بمثابة القوّة الّتي أبقتني على قيد الحياة، كما أنّ لديّ علاقة قويّة بشقيقتي، وعمّي كان السبب وراء لعبي التنس، بفضله نجحت في تجاوز العديد من اللحظات الصعبة في مسيرتي، ووالدي كان مصدر إلهام بالنسبة إليّ وأشكره كثيرًا".
ومع اعتزال الأسطورتين روجيه فيديرير ورافاييل نادال، تكون الرياضة عمومًا والتنس خصوصًا قد خسرت قطبيها السويسريّ والإسبانيّ اللذين سيطرا على بطولات كرة المضرب لعقدين بشكل شبه تامّ قبل أن ينضمّ لهما الصربيّ نوفاك ديوكوفيش صاحب الرقم القياسيّ بعدد ألقاب دورات الغراند سلام ويبقى فارسًا وحيدًا يغرّد خارج سربه ومعه موهبتان صاعدتان هما الإسبانيّ كارلوس ألكاراز والإيطاليّ يانيك سينر.