تثبتُ الفنانةُ اللبنانيةُ كارول سماحة مجدداً أنّ الفنان ليسَ موهبة فقط، فالموهبة من عندِ الله، لكنهُ بدرجةٍ متوازيةٍ، فكرٌ، يوجّهُ من خلالِهِ مشاريعَهُ الفنية ويتماهى مع القضايا التي تحصلُ من حولِهِ.
التنوّع مطلوب، وليسَ جميع الفنانين يؤيدون "المقاومة اللبنانية"، فالمشارب السّياسيّة والطائفيّة في لبنان كثيرة، لكن يستوقفكُ أن يسكت البعض "خوفاً"، مع أنّ القضية ليست تعبيراً عن مواقفٍ سياسيّة، إنّها أرض ووطن وحقوق.
في دولِ الخليج العربي فنانون علّموا فنانين آخرين عندنا، كيفَ يكون الدّفاع عن الأرض و"القضية"، وخلالَ "عاصفة الحزم"، وقفوا صفاً واحداً، هل تمّ لومهم مع العلم أنّ الصّراع في حينها كانَ عربياً - عربياً؟ فما الذي تخشاه فنانات لبنانيات اليوم؟ على عكسِ كارول التي كتبتْ على مواقع التواصل الاجتماعي: "الله يقوّي شبابنا (المقاومة) بالجنوب"، فهل سيجعلها هذا الكلام تخسرُ شيئاً؟!
والحديث عن الفنانات دوناً عن الفنانين، لأنّ المغنيات اللبنانيات الآن، تحديداً في مجالِ الغناء، هُنَ الأكثر حرصاً على "الرماديّة" بالتّعبير.
يبدو أنّ الحرب تُعيدُ فرزَ الفنانين والمشاهير عموماً، البعضُ يخشى على مصالحِهِ ما إن ارتبطت بعلاقاتٍ شخصيّة مع أشخاصٍ من دولٍ معيّنة، هكذا يكسبونهم أم سيعي جيداً هؤلاء الأشخاص أنّ ذلك الفنان يخافهم، وما الذي ستنُتجهُ هذه العلاقات إن كانت مبنية على الخوف وإلى ماذا ستؤدي؟!
لا يخسرُ الفنانُ إلّا نفسه لمجرد أن يكونَ معلّباً فقط في صور "الفوتوشوب"، وأُغنياتٍ جاهزة تأتيه بعدَ Demo (أي تسجيل تجريبي بصوتٍ آخَر)، وحفلاتٍ تُكلّفُ عشرات آلاف الدّولارات كي تنحتَ صورتهُ وتَصنعَ هالتَهُ. يخسرُ، لأنّ القيمة، تصنُعها الأفكار أولاً. وعلى هذا الحال تؤكّدُ كارول استثنائيتَها، سواء عقبَ طوفان الأقصى، والآن عقبَ العدوان على لبنان، متماهيةً مع قراراتها ومشاريعها الفنيّة الأُخرى، التي تأتي متنوّعةً ومتنوّرةً بفكرٍ وثقافةٍ، يُزيّنان موهبةً فريدةً.