لفتتْ "مطربة الأجيال" ميادة الحناوي الأنظارَ إليها، من خلالِ صورٍ جديدةٍ انتشرتْ على مواقع التواصل الاجتماعي، تحاولُ من خلالِها أن تبدو بحلةٍ جديدةٍ، مع خسارةٍ كبيرةٍ في الوزن.

خسارة الوزن وخسارة الصّوت!

وما يُلفتُ أنّ ميادة لم تخسرْ وزنها فقط، بل في أحيانٍ كثيرة، خذلَها صوتُها، وذلك لا يتوقّف فقط على السنوات الأخيرة، بل شاخَ الصّوتُ باكراً، ولم تستطعْ الاستمرار في فرضِ حضورِها كفنانةٍ متجدّدةٍ، تتماشى مع ما استجدَ على صعيدِ مقدراتِ الصّوت.

آخر ما قدمتهُ ميادة في عالمِ الألبومات العاطفيّة، كانَ عام 2004، من خلالِ ألبوم "عرفوا الزاي". حينَها كانَ عمرها 45 عاماً، وبعدَ ذلك لم نشهدْ لها سوى عدداً قليلاً من الأغنيات التي غلبَ عليها الطابع الوطني، وسقطتْ على المسرح نتيجة التّعبِ الشديد لمراتٍ عديدة أثناءَ إحياء الحفلات، فقد تأرجحَ واقعُها بينَ خسارةٍ وزيادةٍ في الوزن بشكلٍ كبيرٍ، ما سبّب بعضَ الاضطرابات الصحيّة!

كما واجهتْ ميادة مشاكل عديدة مع المنتج محسن جابر الذي يمتلكُ شركةَ عالم الفن. وفي الشهر الماضي، بتاريخ 28 تموز، أُلغيَ حفلُها في مهرجان "أعياد بيروت"، وقيلَ "لأسباب طارئة"، لكن بعدَ ذلك بيومين أي بتاريخ 30 تموز، اختُتمَ المهرجان بحفلٍ لـ "الشامي"، وتحدّثَ البعضُ عن الإقبالِ الضعيفِ على حفلِ ميادة!

التّجديد

قدّمتِ ميادة الحناوي الطربَ الرومانسي بعذوبةٍ بالغةٍ وتعاونتْ في أعمالٍ كثيرةٍ مع الموسيقار بليغ حمدي لا سيّما في "الحب إللي كان" و"أنا بعشقك"، كما كانت تتميّزُ بالجمع بينَ مقومات الصّوت والشّكل حينَ كانَ جمالُ المرأة صاحبة البشرة البيضاء، يُلفتُ الأنظارَ إليها (مثل ميادة وليلى علوي)، لكن للأسف، ذلك الجمال لم يترافقْ مع حفاظٍ على رشاقةٍ ومرونةٍ للجسد، وبدت "الحناوي" وكأنّها سيدة متقدّمة بالسّن منذُ كان عمرُها أربعينَ عاماً!

كما بقيتِ النجمةُ السّوريةُ عالقةً في إطارها الموسيقي القديم ولم تستطعْ المجاراة، فليسَ مطلوباً من الجميع أن يُجاري، لكن أقلهُ الجمهور الجديد يقولُ كلمته لمن يريدُ الاستمرار، والفنان عليه أن يعرف واقعهُ، فإن خذلَهُ الصوتُ وبالأساس لا يعتمد إلّا على صوته، هل تكفي الصور المتجددة أو عليه التجديد في القالب الموسيقي أيضاً؟

موسيقيين وشعراء وموزعون جدد يستطيعونَ تقديم ما قد تُلفتُ ميادة الأنظارَ فيه حتّى في هذا العمر، تماشياً مع واقعها الجديد على مستوى الصّوت والطبقات التي تصلُ إليها بأريحيّة، بدلَ من الإصرارِ على تقديمِ الأُغنيات القديمة التي تتطلبُ طبقاتٍ عاليةً، لم تعد تستطيع الغناءَ فيها كما كانت سابقاً، بشكلٍ خاص أثناءَ الحفلات!