نجمةٌ فلسطينيّةٌ سوريّةٌ عمرُها الحالي هو 53 عاماً، لكنّها في مقابلاتِها وحينَ تتحدّثُ إليها، كأنّها أصغر من ذلك بكثير أو أكبر من ذلك بكثير. 

تجمعُ شكران ما بين الطفولة البريئة، وما بينَ النّضج المكتمل تقريباً، نحوَ حياةٍ تشدُ حبالَها الممزّقةِ أحياناً، بشغفٍ. وما بينَ التمزُّق وخوف التخلّي، عذابٌ لأنّ الرحلة نحوَ السعادة قد تكون شقيّة. 

أطلتْ شكران قبلَ أيامٍ مع الإعلامي اللبناني محمد قيس، المتميّز بحوارهِ الهادئ، ضمنَ برنامج "عندي سؤال" على قناةِ ومنصةِ "المشهد"، وخلالَ اللقاء عتبتْ شكران على أشخاصٍ "تُحبُهم". 

لم تضعْ الكبيرةَ منى واصف تحتَ خانةِ العتاب ولا يمكنها أن تفعلَ ذلك، لكن مَن يعرفُ شكران يُدركُ أنّ عتبَها وزعلَها سيّان، إنّما ينطلقان من محبةٍ، فقالتْ "مرتجى": "كلّما تسمّي منى واصف أسماءَ ممثلاتٍ قد يكونونَ خلفاً لها أنتظرُ أن تقولَ اسمي من بين هؤلاء الممثلات، لكنّها لا تذكرني... أتمنى قولَهُ لأنّي سأُدركُ أنّي أمشي على طريقٍ صحيحٍ".

وعتبتْ شكران على بعضِ زملائِها وأصدقائِها في الوسطِ الفني، قائلةً: "العددُ الأكبرُ من أصدقائي من الوسط"، وسببُ عتبِها "عدم مباركة خطوتِها الأخيرة في مسلسل (لعبة حب)"، رغمَ احترامِها لأي شخص "لم يعجبْهُ المسلسل".

أمّا الضربة القاضية التي قد تأتي إلى شكران، قد تشكّكُ بمقدراتِها التمثيليّةِ، وتقولُ: "يرون المبالغة في الأداء حينَ يستدعي الأمرَ ذلك، وهذه تقنيّة تمثيليّة، لكنهم لا يرونَ هدوئي الكامل في أدوارٍ كثيرة مثل شخصيّة (سكّر) في مسلسل (مع وقف التنفيذ)". إنّ الشكَ بمقدرات شكران لا يزال يشكّلُ هاجساً لها، رغمَ ثقتها الكبيرة بنفسها.

"كان عندي ووكمان (Walkman) وإلبس بوط رياضة ماركة"، بعباراتٍ بسيطةٍ وعفويّة، عبّرتِ الممثلةُ "الغزّاوية" عن طفولتها، التي عاشتها في ريف دمشق كآخر العنقودِ بينَ إخوانها، ضمنَ عائلةٍ لأبٍ مسافرٍ وأُمٍ تشقى بالعملِ كقابلة قانونيّة، وتدبّرُ الأمورَ العائليّةَ كاملةً، ما قد تسبّبَ بقسوةٍ بدتْ عليها، وانعكستْ على طفولتِها. لكن حينَ كبُرتا الأُم والابنة، تغيّرَ الوضعُ وانقلبَ لـِ "حنيّة" ورضا متبادلة.

"أتيتُ من الريف... مثل إليس في بلدِ العجائب"، هكذا وصفت شكران رحلتها في السنة الأولى من دراستِها على مقاعد المعهد العالي للفنون المسرحيّة بدمشق، حينَها لم تفلحْ كما يجب في السنة الأولى، لكن سرعان ما استدركتْ أنّ الموهبة التي تفتّحتْ في المدرسة ورآها والداها بها، تستحقُ النضال، فتتالتِ النجاحات أثناء الدّراسة وبعدَ التخرّج، من "خان الحرير" و"الثريا" و"عيلة 7 نجوم" و"جميل وهناء" و"دنيا"، إلى "الصندوق الأسود" و"وردة شامية" و"باب الحارة" و"مذكرات عشيقة سابقة" و"لعبة حب" وغيرها من أدوار البطولة المشتركة.

استطاعتْ شكران خلالَ رحلةِ ثلاثينَ عاماً، أن تجدّدَ شغفَها بالتمثيل، والتزمتِ القضايا الإنسانيّة، رغمَ العثرات والمشاكل التي يمرُ بها أي إنسان، ما لم يكنْ لاجئاً في سوريا، ثمّ سوريّاً يُعاني الحرب... كيف إن كانَ كذلك كشكران، في عالمٍ لا بدَّ للشّخص فيه أن يحارب كي يثبتَ نفسهُ؟!

تؤكّدُ شكران دوماً أنّها "رقم صعب"، وبأنّ في جعبتها كلَ عامٍ الكثير، لذا الانتظار هوَ أفضل خيار لها. علينا دوماً أن نبقى مشدودين إليها، لانتظارِ جديدها في الكوميديا والتراجيديا، على أمل أن تكون الأدوار المستقبليّة التي ستؤدّيها، على مستوى توقعاتها من نفسها وتوقعاتِ الجمهور.