اتّجهت أنظار محبّي كرة السلّة بعد ظهر أمس الأحد إلى ملعب غزير مع لقاء القمّة ضمن المرحلة الـ13 من بطولة لبنان لكرة السلّة، والّذي جمع بين فريقي الحكمة وبيروت وانتهى بفوز بيروت 90-85.
ولم تكن أهمّيّة اللقاء فقط كونه جمع فريقين مرشّحين للمنافسة على اللقب، بل تعدّتها إلى صراع ناريّ يجمعهما مع فريق الشانفيل على المركزين الثاني والثالث في صدارة ترتيب البطولة قبل انطلاق الفاينل فور وبدرجة أقلّ مع الهومنتمن الّذي يتّجه نظره إلى ارتكاب أحد تلك الفرق أيّ خطوة ناقصة للانقضاض على أحد مراكز المربّع الذهبيّ، حيث إنّ المنطق يعطي أفضليّة للرياضي في المركز الأوّل عند نهاية مرحلة الإياب.
كذلك أتي هذا اللقاء بين فريقين جريحين خسرا العديد من مواجهتهما في الفترة الأخيرة وفي شكل خاصّ فريق الحكمة الّذي تعرّض إلى 6 خسارات في مواجهاته الثماني الأخيرة بين بطولة لبنان وبطولة دبي الدوليّة.
لهذا، كانت إدارة الحكمة قد استبقت اللقاء بإعلانها ضمّ جان عبد النور إلى الجهاز الإداريّ وإيلي مشنتف وبدر مكّي وابراهيم دنيا إلى لجنة كرة السلّة.
وجاءت تلك الخطوة المعنويّة من إدارة الفريق الأخضر لتعطي مفعولها مع انطلاق اللقاء بين الحكمة وضيفه بيروت، فانقضّ فريق الحكمة على خصمه سريعًا في أفضل إطلالة دفاعيّة للفريق الأخضر منذ انطلاق البطولة. ومن خلال لعبه الجماعيّ المتناسق، ظهر الحكمة بصورة مغايرة هجوميًّا مع تألّق جميع لاعبي التشكيلة الأساسيّة، حيث تميّز قنّاص الثلاثيّات جوناثن غيبسون بالاختراقات وتوزّعت نقاطه الـ23 عن المسافات كافّة. كذلك ظهر النجم التونسيّ رضوان سليمان مع 22 نقطة منها 5 ثلاثيّات ناجحة، بصورة ممتازة عند انطلاق اللقاء، فسيطر على أجانب بيروت تسجيلًا وتألّقًا. ولم يكن كريم عزّ الدين أقلّ تألّقًا قبل أن يتعرّض إلى إصابة غير متوقّعة عند سقوط اللوحة الإعلانيّة الرقميّة على ساقه عند اصطدام زملائه فيها للاحتفال معه بسلّة أعطت فارقًا كبيرًا للحكمة.
فالفريق الأخضر الّذي وصل تقدّمه إلى 18 نقطة وحسم الربع الأوّل 36-21 ووصل إلى منتصف الربع الثاني متقدّمًا بـ15 نقطة، فقد تألّقه تمامًا في الربعين الثالث والرابع، حيث عاد إلى التسرّع والتسديد عن المسافات البعيدة عوضًا عن متابعة مسار الجزء الأوّل، حيث ظهر متناسقًا ومقنعًا. وأنهى الفريق الأخضر المباراة مسدّدًا 36 رمية عن الثلاثيّة مقابل 31 تسديدة من المسافات القريبة، فأعاد صورة مباراته السيّئة مع الهومنتمن عندما سدّد لاعبو الفريق الأخضر 40 تسديدة ثلاثيّة مقابل 39 تسديدة عن المسافات الأخرى.
من ناحية فريق بيروت، عرف لاعبو المدرّب جو غطّاس انتظار انتهاء انتفاضة الحكمة في الجزء الأوّل لقلب تأخّرهم إلى فوز غالٍ جدًّا لهم مع تألّق كبير لسيرجيو درويش اللاعب الأفضل على مدار اللقاء مع 23 نقطة ليخفّف الصغط عن زميله تار داكر صاحب الـ24 نقطة وموزّع ألعاب فريقه علي مزهر مع 12 نقطة و7 تمريرات حاسمة وعمل دفاعيّ كبير على جوناثن غيبسون.