بعد افتتاح مبهر لانطلاق بطولة كأس أمم آسيا في كرة القدم الّتي استضافتها قطر وأمتعت القارّة الأسيوية ومعها العالم أجمع بلوحات فنّيّة رائعة جسّدت الفصل المفقود من رواية ابن المقفع الرائعة كليلة ودمنة وسط عرض موسيقيّ عالي المستوى، جسّد جميع ثقافات القارّة الآسيويّ بشرقها وغربها.
وقد أقيم حفل الافتتاح في ملعب لوسيل في الدوحة الذي احتضن النهائيّ التاريخيّ لكأس العالم قبل 13 شهراً بين الأرجنتين وفرنسا وتوّج على أثره الأرجنتينيّ ليونيل ميسي ملكاً على عرش كرة القدم في العالم. وحضر حفل الافتتاح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل الثاني.
و كانت فلسطين هي الحاضرة الأبرز في هذا الاحتفال عندما منح ببادرة رائعة كابتن منتخب قطر زميله كابتن منتخب فلسطين مصعب البطّاط شرف تأدية قسم البطولة وهو يرتدي "الكفّيّة" وسط تصفيق علا من مدرّجات ملعب لوسيل.
و شهد لقاء افتتاح البطولة بين قطر مضيفة البطولة للمرّة الثاثلة في تاريخها بعد نسختي 1988 و2011 و لبنان سيطرة واضحة لمنتخب قطر بطل آسيا وقد انتهى اللقاء بفوز كبير للمنتخب العنّابيّ على المنتخب اللبنانيّ بنتيجة 3-0.
ولعب عامل الأرض والجمهور وخبرة اللاعبين القطرييّن إضافة إلى التألّق الاستثنائيّ لنجمهم أكرم عفيف، الدور الكبير في تحقيق قطر فوزاً قاسياً على أبناء الأرز في مستهلّ مشوار دفاعه عن لقبه القاريّ الذي حقّقه بمفاجأة كبيرة في عام 2019 في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة .
وجاءت النتيجة قاسية على لبنان، خصوصًا بعد شوط أوّل جاء جيًّدا عند الفريق اللبنانيّ الذي قارع منتخب قطر بالتقنيات والمهارات والفرص قبل أن يتلاشى كلّ شيء في نهاية هذا الشوط.
وجاءت أخطر الفرص اللبنانيّة عبر كابتن أبناء الأرز حسن معتوق الذي سدّد كرة قويّة في الدقيقة 21 تصدIى لها الحارس القطريّ مشعل برشم، الذي أوقف أيضًا تسديدة أخرى لحسين زين من داخل المنطقة بعدها بأربع دقائق.
وكان أكرم عفيف أخطر لاعبي منتخب قطر، فلعب كرة رأسيّة ارتدّت من العارضة إلى خارج الملعب في الدقيقة 31 قبل أن يستفيد من كرة اخرى تهيّأت له من زميله المعز علي داخل منطقة الجزاء اللبنانيّة فسدIدها بدقّة إلى يسار الحارس مصطفى مطر في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأوّل مسجّلًا هدف السبق للمنتخب العنّابيّ.
ومع اعتماد منتخب لبنان على اللعب الهجومي مع انطلاق الشوط الثاني، كشف مساحات كبيرة في الخطوط الدفاعيّة اللبنانيّة والّتي أدّت إلى ارتكاب العديد من الأخطاء الدفاعيةّ فكلفّت لبنان هدفين في الشوط الثاني، أوّلهما برأسيّة لمهاجم قطر المعز علي غير المراقب فارتقى لها من مسافة قريبة ليحوّلها برأسه إلى زاوية المرمى اللبنانيّ في الدقيقة الـ56 ، قبل أن يضيف هو نفسه الهدف الثالث في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل عن ضائع إثر مجهود فرديّ رائع من أكرم عفيف، لينتهي اللقاء بفوز كبير جدًّا لقطر على لبنان بثلاثيّة نظيفة.
وعلى الرغم من الخسارة، أثنى المدير الفنّيّ المونتينغري ّميودراغ رادولوفيتش في المؤتمر الصحافيّ عقب اللقاء على أداء لاعبيه الّذين "قدّموا مجهودًا جبّارًا ولم يستحقّوا الخسارة بهذه النتيجة الّتي سنضعها خلفنا لكي يركّز لاعبو منتخب الأرز على التحضير لمباراة الصين في منتصف الأسبوع المقبل".
علمًا أنّ المجموعة الأولى تضمّ إضافة إلى لبنان و قطر كلًّا من جمهوريّة الصين وطاجيكستان.