كشفت شركة ميكروسوفت عن خدمات جديدة ستقدّمها منها علامة مائية رقمية للتأكيد على أن المحتوى أصلي وغير متلاعب به، وذلك رداّ على تنامي القلق من أنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهل نشر المعلومات الخاطئة وتقدم تقنية التزييف اعميق، وتأتي هذه الخطوة قبيل العديد من الانتخابات الرئاسية والتشريعية على مستوى العالم.
وأعلنت الشركة إنّها ستقدم العديد من الخدمات لحماية نزاهة الانتخابات، بما في ذلك إطلاق أداة جديدة تستغل بيانات اعتماد المحتوى. نظام العلامات المائية الذي طوره التحالف من أجل أصالة المحتوى (C2PA). الهدف من الخدمة هو مساعدة المرشحين على حماية استخدام محتواهم وما شابه، ومنع مشاركة المعلومات المخادعة.
يمكن لمستخدمي الحملات الانتخابية، التي يطلق عليها اسم "بيانات اعتماد المحتوى كخدمة"، استخدام الأداة لإرفاق معلومات بالصورة أو البيانات الوصفية الخاصة بالفيديو. يمكن أن تتضمن المعلومات مصدر وأين وكيف ومتى ومن قام بإنشاء المحتوى. سيوضح أيضًا ما إذا كان الذكاء الاصطناعي متورّطًا في إنشاء المحتوى. تصبح هذه المعلومات جزءًا دائمًا من الصورة أو الفيديو. أطلقت C2PA، وهي مجموعة شركات تأسست عام 2019 وتعمل على تطوير المعايير الفنية للمصادقة على مصدر المحتوى، بيانات اعتماد المحتوى هذا العام. أصدرت شركة Adobe، وهي عضو في C2PA، رمز بيانات اعتماد المحتوى ليتم إرفاقه بالصور ومقاطع الفيديو في أكتوبر.
وسيتم إطلاق أداة بيانات اعتماد المحتوى التي قامت مايكروسوفت ببنائها في ربيع العام المقبل وستكون متاحة لأول مرة للحملات السياسية.
وقالت مايكروسوفت إنها شكّلت فريقًا سيقدم المشورة والدعم للحملات المتعلقة بتعزيز حماية الأمن السيبراني والعمل مع الذكاء الاصطناعي. ستقوم الشركة أيضًا بإنشاء ما تسميه مركز الاتصالات الانتخابية حيث يمكن لحكومات العالم الوصول إلى فرق الأمان التابعة للشركة قبل الانتخابات.
وتخطط الشركة للعمل مع مجموعات مثل الرابطة الوطنية لمديري انتخابات الولايات، ومراسلون بلا حدود، ووكالة الأنباء الإسبانية EFE لعرض المواقع ذات السمعة الطيبة حول معلومات الانتخابات على (Bing) وقالت الشركة إن هذا يمتد لشراكتها السابقة مع نيوزغارد وكلايم ريفيو. وتأمل في نشر تقارير حول التأثيرات الأجنبية في الانتخابات الرئيسية بشكل منتظم. وقد أصدرت بالفعل التقرير الأول الذي يحلل التهديدات الناجمة عن التأثيرات الأجنبية الخبيثة.
وتناقش لجنة الانتخابات الفيدرالية الأمريكية (FEC) ما إذا كانت ستحظر أو تحد من استخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات السياسية. كما قدمت النائبة إيفيت كلارك (ديمقراطية من نيويورك) مشروع قانون في مجلس النواب لإجبار المرشحين على الكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي.