بدأت دور السينما في بيروت وبالتزامن مع دور السينما العالمية بعرض فيلم آفاتار: طريق المياه بعد عرض الجزء الأول قبل 13 عاماً.

[caption id="attachment_1078" align="aligncenter" width="1024"] صالات السينما في بيروت بدأت بعرض آفاتار طريق المياه لمناسبة الأعياد[/caption]

الجزء الأول من آفاتار يعد إحدى روائع المخرج جايمس كاميرون بكلفة إنتاج تعد من الأضخم عالمياً تخطت الـ 230 مليون دولار. وحقق الفيلم أعلى إيرادات بتاريخ السينما قاربت الـ 3 مليارات دولار. تم ترشيح الفيلم لتسع جوائز أوسكار حصد منها 3، منها جائزة أفضل إخراج فني. 

الجزء الثاني من الفيلم تروحت كلفة إنتاجه بين 350 و400 مليون دولار. وهو الآن الفيلم الأعلى من حيث حجم الإنتاج. ويشارك في الجزء الثاني من الفيلم كل من كيت وينسلت، ميشيل يوه وأونا شابلن. وتدور أحداث الفيلم على كوكب باندورا برحلة البحث عن مكان آمن تقوم بها كائنات الكوكب الزرقاء التي تدعى نافي وهي كائنات شبيهة بالبشر إلى حد ما وبعد غزو البشر للكوكب في الجزء الأول بحثاً عن معدن ثمين.

يركز الفيلم على العلاقة العضوية كما الروحية بين هذه الكائنات والكوكب بكل ما فيه من كائنات أخرى وتربة ومزروعات وأشجار ومياه وهواء.

الفيلم الأول حمل رسائل عدّة قيل أنها سياسية بامتياز في إشارة إلى أسباب الحروب الاقتصادية والبحث عن مصادر الطاقة أو المصادر الأولية ولو كان هذا الأمر على حساب السكان الأصليين وأرواحهم وأرضهم ومستقبل أولادهم ولو على حساب الكوكب برمته. فيما قال البعض أن الفيلم تناول مسألة الاستنساخ ومخاطر خلق كائنات أخرى غير بشرية.

[caption id="attachment_1083" align="alignnone" width="851"] فيلم خيال علمي يطرح أهم القضايا الحقيقية[/caption]

يأتي الفيلم الجديد ليتسكمل ما بدأه في الجزء الأول من عرض لجمال الكوكب الملون وكائناته الساحرة وطبيعته الخلابة. ويظهر الكائن البشري الساعي مجدداً إلى قتل كائنات تشبه الحوت العملاق طمعاً بزيت أكسير الحياة الذي تفرزه، رغم أنها كائنات ترفض العنف وترفض أخذ طرف في الصراع الدائر بين النافي والبشر. إذا هي الرسالة الأقوى ربما في هذا الجزء، رحلات الصيد التي قام بها الإنسان على مر العصور وأدت إلى انقراض كائنات كثيرة فيما كائنات أخرى مهددة حتى يومنا هذا بفعل الصيد الجائر أو القضاء على مواطنها وبيئاتها من خلال الطفرد العمرانية أو البحث عن مواد أولية كمصادر للطاقة أو البناء.

ويبدو الرابط الأسري وكأنه الرسالة الثانية من الفيلم حيث التضحية بالذات من أجل الأبناء ومستقبلهم. وحتى علاقة أبناء هذه المجتمعات البدائية إن صح القول في ما بينها، من حيث الانتماء للجماعة ودور كل فرد فيها ومهامه واحترامه لكل ما حوله. هذا الربط بين علاقة أفراد الأسرة في ما بينهم والذي كان سائدا في زمن الصيد والقضاء على الحيوانات البرية والتطور البشري الذي يواصل صيد كل ما يمكن أن يتحول إلى مصدر للربح ولو تطلب الأمر الغزو والقتل والاضطهاد.

تقبل الآخر أيا يكن هذا الآخر والعيش الواحد بدل التعايش وكأنه بالإكراه ومن دون عدوى البشرية الساعية للقضاء على المختلفين عنها وحرب القوي على الأضعف. هذا السلوك الذي حملته تاريخيا القوات الغازية والمحتلة واستمرت به حتى استدرجت ردود فعل عنيفة في مواجهتها. إنها عدوى العنف البشري التي يصورها الفيلم في الصراعات المتنوعة على كوكب بادورا.

التطور التقني الهائل الذي كان السبب في تأخير إنتاج الجزء الأول لسنوات يبدو حاضرا بقوة أكبر وبتقتنيا أحدث في هذا الجزء. وهذا التطور نفسه هو جزء من رسالة المخرج إلى جمهوره. التطور والتقنيات سلاح ذو حدين، لا بد من وعي هذه المسألة بدقة وحرص.

هل يحقق الفيلم نفس النجاح الذي حققه الجزء الأول؟ خصوصاً أنه هذا الإنتاج يأتي في زمن تراجع فيه الإقبال على صالات السينما نتيجة عوامل عديدة منها شركات البث والإنتاج للشاشات الصغيرة كنتفليكس وشقيقاتها ومنها جائحة كوفيد 19 التي كانت السبب في إقفال ابواب الصالات لأشهر طويلة؟ وماذا عن الأجزاء اللاحقة الموعودة مستقبلاً؟

آفاتار: طريق المياه، في الصالات اللبنانية في عطلة الأعياد.

https://youtu.be/-tohYPKa_ag?t=98