علي شكر
يبدو أن الصيام خلال شهر رمضان المقبل، قد يطول إلى ما بعد حلول المغرب من كل يوم، وقد تمتد هذه الفترة من يوم إلى آخر خصوصاً بالنسبة للعائلات المحدودة الدخل أو ما بات يعرف بـ"معدومي الحال"، فشدّ الأحزمة لن يبقى شعاراً بلا تطبيق، بل سيكون في أوَجّه خلال هذا الشهر، في ظل ما تشهده البلاد من انهيار تاريخي للّيرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي.
كاميرا "الصفا نيوز"، جالت في شوارع بيروت، وسألت الناس عن أحوالهم واستعداداتهم للشهر الكريم، وعادت بسؤال عن صحن الفتوش وظروف تأمينه، وقد جاء الرد على الشكل الآتي:
https://www.youtube.com/watch?v=F0W1DPn3HS4الخضار نحو التسعير بـ"الدولار"
رئيس نقابة المزارعين في البقاع ابراهيم ترشيشي، يؤكَّد لـ"الصفا نيوز"، أن أهم التحديات التي يعانيها المزارع اليوم هي ارتفاع سعر صرف الدولار، فمع كل صباح يفقد تاجر المنتوجات الزراعية أو المزارع على وجه الخصوص نحو 5 في المئة من رأسماله وفق تعبيره.
ويقول ترشيشي: ما يحصل يضع المزارع بين فكّي كماشة، الكساد إذا رفع أسعار منتوجاته من جهة، والبيع "على اللبناني" في ظل الإنهيار السريع الذي تشهده الليرة اللبنانية من جهة ثانية، مع العلم أن المزارع يشتري كل مسلتزماته من أسمدة وبذور ومحروقات "على الدولار"، ولا ينفق "على اللبناني" سوى أجرة اليد العاملة.
ويضيف ترشيشي: بكل جرأة اليوم وبصوت عالٍ أقول "ما بقا يمشي الحال" من دون تسعير المنتوجات الزراعية على الدولار بسعر ثابت، لأن استمرارية المزارع وفق الوضع الحالي باتت أشبه بالمستحيلة، ويشكو من "قلة الإدارة واهتمام السلطات المختصة".
وعن فروقات الأسعار بين المناطق، يُشير ترشيشي إلى أن "ذلك موجود ومنذ زمن بعيد، وسببه الأول كلفة النقل بين منطقة الانتاج ومكان البيع". موضحاً أن "البيع على عربة الخضار وفي الأسواق الشعبية أرخص بكثير من متاجر الـ 5 نجوم" داعياً في الوقت نفسه المستهلكين لشراء المنتجات من الأماكن الشعبية لإفادة صغار التجار.
ويكشف ترشيشي أن سبب تراجع الإقبال على شراء المنتوجات الزراعية، هو "فقر حال غالبية الطبقة الوسطى"، وبالتالي القدرة الشرائية التي باتت متقهقرة يتقاسمها المنتج والمستهلك على حد سواء، واصفاً تهريب البضائع بالـ"الحال البشعة"، لأنها تفوق قدرة الحكومة اللبنانية والسلطات المختصة على ضبطها في هذه الظروف الصعبة.
كذلك، يشدد على أن المزارع لا يشعر بغلاء أسعار المنتوجات، لأن قيمتها الفعلية لم تعد كما كانت من قبل، ولكنها باتت ثقيلة على سمع المستهلك، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار الخضار ستقتصر على الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، مبدياً خشيته من كساد المنتجات لأن غالبية الأصناف الزراعية متوافرة وبكثرة ولن ترتفع أسعارها كثيراً، وما سيرتفع سعره هي المنتوجات المستوردة حالياً مثل البطاطا والبصل من مصر، بالإضافة إلى ما ينقص في السوق من "خيار وبندورة" من الساحل السوري.
الأزمة في تركيبة الإقتصاد
في غضون ذلك، يُشكّل تدنّي المساحات المزروعة والإعتماد على الإستيراد، مشكلة تضاف إلى سلسلة أزمات يعاني منها القطاع الزراعي بسبب الخلل الحاصل في تركيبة الإقتصاد اللبناني ككل، في حين أن إمكانية تحويله إلى إقتصاد منتج لا تتطلب الكثير من الجهود انما خطة اقتصادية واضحة وفعالة، وعلى الصعيد الزراعي مثلاً، فإذا ما قيست نسبة الأراضي الصالحة للاستثمار مع عدد السكان، فإن ذلك يتيح للبنان بأن يكون من أكبر الدول المصدّرة للخضار والفواكه في الشرق الأوسط.
توصية غذائية
ويعتبر صحن الفتوش وجبة رئيسية خلال شهر رمضان، إلى جانب "الشوربة"، وصنف من اللحوم وفق ما يُجمع أخصائيو التغذية، بالتزامن مع تأكيدهم، أهمية أن تكون وجبة الإفطار الرمضاني، شاملة ومتنوعة وتحتوي كلَّ العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم خلال النهار.
ويشدد الأخصائيون، على أهمية البدء بكوب من الماء ثم احتساء "الشوربة" وبعدها تناول السلطة (فتوش) ومن ثم الطبق الرئيس الذي من المفترض أن يحتوي على كمية لا بأس بها من البروتين المستمدة من اللحوم.