تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة سريعة، مما يتيح التغيير والتقدم بشكل أسرع ويتسبب في تسارع رياح التطوّر. ومع ذلك، ليست اتجاهات التكنولوجيا والتقنيات الناشئة فقط هي التي تتطور، فقد تغير العالم كثيراً بعد Covid-19 وولدت مصطلحات كـ "الوضع الطبيعي الجديد"- بدافع الحاجة وليس بالضرورة الرغبة.
يعدّ الذكاء الاصطناعي حالياً أحد أهمّ الكلمات الطنانة في مجال التكنولوجيا. إذ شهدت السنوات القليلة الماضية العديد من الابتكارات والتطورات التي كانت في السابق من عالم الخيال العلمي لتتحول ببطء إلى حقيقة.
أثار الذكاء الاصطناعي بالفعل الكثير من الضجة في العقد الماضي، لكنه لا يزال يعتبر أحد اتجاهات التكنولوجيا الجديدة بسبب تأثيراته الملحوظة على كيفية عيشنا وعملنا وحتى لعبنا، خاصة وأن الذكاء الاصطناعي يتفوق في التعرّف على الصور والكلام وتطبيقات الملاحة وخاصية المساعدين الشخصيين في الهواتف الذكية وتطبيقات المشاركة.
أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر انتشاراً في العام 2023 مع معالجة اللغة الطبيعية وتقدم التعلّم الآلي. فهو يمكنه فهمنا بشكل أفضل وأداء مهام أكثر تعقيداً.
ماذا يعني هذا بالنسبة لك؟ وهذا يعني البقاء على اطّلاع دائم بالتقنيات الناشئة وأحدث اتجاهات التكنولوجيا. وهذا يعني إبقاء عينيك على المستقبل لمعرفة المهارات التي ستحتاج إلى معرفتها لتأمين وظيفة آمنة غداً. فمن بعد الجائحة يبقى معظم الناس في منازلهم ويقومون بأعمالهم بشكل معتاد بالاعتماد على التقنيات الحديثة.
وسيتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر لتحليل التفاعلات وتحديد الاتصالات والرؤى الأساسية، بهدف المساعدة على التنبؤ في مجال الخدمات مثل المستشفيات حيث يمكن للسلطات اتخاذ قرارات أفضل بشأن استخدام الموارد واكتشاف الأنماط المتغيرة لسلوك العملاء من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي تقريباً وزيادة الإيرادات وتعزيز التجارب الشخصية.
المحرك الاقتصادي الجديد
ينظر الخبراء إلى الذكاء الاصطناعي كعامل إنتاج لديه القدرة على إدخال مصادر جديدة للنمو وتغيير الطريقة التي يتم بها العمل في المجال الصناعي.
سوق الذكاء الاصطناعي يتحول إلى صناعة قائمة بحد ذاتها ستقارب قيمتها 190 مليار دولار بحلول عام 2025 مع وصول الإنفاق العالمي على الأنظمة المعرفية للذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 57 مليار دولار خلال هذا العام. ومع انتشار الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة، سيتم خلق وظائف جديدة في مجالات التطوير والبرمجة، والاختبار والدعم والصيانة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تنبّأ مقال حديث لشركة PWC بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن تبلغ قيمته 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2035. وتستعد الصين والولايات المتحدة للاستفادة إلى أقصى حد من طفرة الذكاء الاصطناعي المقبلة بنسبة تقارب 70٪ من الحصة العالمية.
ويتم حالياً الاعتماد على التعلّم الآلي، إحدى الخاصيات الفرعية للذكاء الاصطناعي، في جميع أنواع الصناعات، مما خلق طلباً كبيرا على المهنيين المهرة. وسيخلق الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأتمتة 9 في المائة من الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة بحلول عام 2025، بما في ذلك وظائف محترفي مراقبة الروبوت وعلماء البيانات ومتخصصي الأتمتة ومنسقي المحتوى.
هل لفتت انتباهك؟ إذاً، ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي هي طريقة لدفع جهاز كمبيوتر أو روبوت يتحكم فيه الكمبيوتر أو برنامج للتفكير بذكاء مثل العقل البشري، ويتم إنجاز ذلك من خلال دراسة أنماط الدماغ البشري وتحليل العملية المعرفية، للتوصل إلى مخرجات تقوم بدورها بتطوير برامج وأنظمة ذكية.
في عام 1956 - صاغ جون مكارثي مصطلح "الذكاء الاصطناعي" وعقد أول مؤتمر الذكاء الاصطناعي. بعد 13 عاما، ولد Shakey، أول روبوت متنقل للأغراض العامة. وفي عام 1997 - تم تصميم الكمبيوتر العملاق "ديب بلو" الذي هزم بطل العالم في مباراة شطرنج. أما في عام 2002 - فتم إنشاء أول مكنسة كهربائية روبوتية ناجحة تجارياً، وفي 2020 – أطلقت بايدو خوارزمية Linear Fold الذكاء الاصطناعي للفرق الطبية والعلمية التي عملت على تطوير لقاح خلال المراحل المبكرة من جائحة (COVID-19) إذ تمكنت الخوارزمية من التنبؤ بتسلسل الحمض النووي الريبي للفيروس خلال 27 ثانية فقط، وهذا أسرع بـ 120 مرة من الطرق الأخرى.
أما اليوم، فلدينا التعرف على الكلام والخطابات وأتمتة العمليات الروبوتية (RPA) والروبوت الراقص والمنازل الذكية وغيرها من الابتكارات التي تظهر لأول مرة.
ألغى الذكاء الاصطناعي العديد من الأبحاث والمحاولات منذ تأسيسه، بما في ذلك محاكاة الدماغ ونماذج حلّ المشكلات البشرية والمنطق المتعارف عليه وقواعد البيانات الكبيرة للمعرفة إضافة إلى تقليد السلوك الحيواني. في العقود الأولى من القرن 21، سيطر التعلّم الآلي الإحصائي الرياضي على هذا المجال، وقد أثبتت هذه التقنية نجاحاً كبيراً مما ساعد على حل العديد من المشكلات الصعبة في جميع أنحاء الصناعة والأوساط الأكاديمية.
ليس نوعاً واحداً فقط
في ما يلي أنواع مختلفة من الذكاء الاصطناعي:
1-تقنية بحث رد الفعل: لا تحتوي هذه الأجهزة على أي ذاكرة أو بيانات للعمل معها، وهي متخصصة في مجال عمل واحد فقط. فعلى سبيل المثال لعبة الشطرنج إذ تراقب الآلة الحركات وتتخذ أفضل قرار ممكن للفوز.
2-تقنية ذاكرة محدودة: تجمع هذه الأجهزة البيانات السابقة وتستمر في إضافتها إلى ذاكرتها. لديها ما يكفي من الذاكرة أو الخبرة لاتخاذ القرارات المناسبة، ولكن الذاكرة محدودة. على سبيل المثال، يمكن لهذا الجهاز اقتراح مبني على بيانات تم جمعها سابقاً.
3-تقنية نظرية العقل: يمكن لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي فهم الأفكار والعواطف والتفاعل اجتماعياً، ومع ذلك لم يتم بعد بناء آلة تعتمد على هذا النوع.
4-تقنية الوعي الذاتي: الآلات المدركة ذاتياً هي الجيل المستقبلي لهذه التقنيات الجديدة، ستكون ذكية، واعية ومدركة.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟
تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي عن طريق دمج خوارزميات المعالجة التكرارية الذكية. يسمح هذا المزيج للذكاء الاصطناعي بالتعلّم من الأنماط والميزات في البيانات التي تم تحليلها. في كل مرة يقوم فيها نظام الذكاء الاصطناعي بإجراء جولة من معالجة البيانات، سيختبر ويقيس أداءه ويستخدم النتائج لتطوير خبرة إضافية. وهي التعلّم الذاتي؟
الذكاء الذي تظهره الآلات على عكس الذكاء الذي يظهره البشر والحيوانات، إذ تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي محركات بحث الويب المتقدمة (على سبيل المثال ، بحث Google)، وأنظمة التوصية (التي يستخدمها YouTube و Amazon و Netflix)، وفهم الكلام البشري (مثل Siri و Alexa) ، والسيارات ذاتية القيادة (على سبيل المثال Waymo )، والأدوات التوليدية أو الإبداعية (ChatGPT وفن الذكاء الاصطناعي) إضافة لاتخاذ القرار الآلي والتنافسي على أعلى المستويات في أنظمة الألعاب الاستراتيجية .
تتمحور المجالات الفرعية المختلفة لأبحاث الذكاء الاصطناعي حول أهداف معينة واستخدام أدوات معينة. تشمل الأهداف التقليدية للبحث الذكاء الاصطناعي التفكير وتمثيل المعرفة والتخطيط والتعلم ومعالجة اللغة الطبيعية والإدراك والقدرة على تحريك الأشياء ومعالجتها، أمّا الذكاء العام (القدرة على حل مشكلة تعسفية) فهو من بين أهداف المجال على المدى الطويل.
ولحل هذه المشكلات، قام باحثو الذكاء الاصطناعي بتكييف ودمج مجموعة واسعة من تقنيات حل المشكلات - بما في ذلك البحث والتحسين الرياضي والمنطق الرسمي والشبكات العصبية الاصطناعية والأساليب القائمة على الإحصاء والاحتمالات والاقتصاد. يعتمد الذكاء الاصطناعي أيضا على علوم الكمبيوتر وعلم النفس واللغويات والفلسفة والعديد من المجالات الأخرى.
تأسس هذا المجال على افتراض أن الذكاء البشري "يمكن وصفه بدقة بحيث يمكن صنع آلة لمحاكاته". أثار هذا جدلاً عقائدياً وفلسفياً حول العقل والعواقب الأخلاقية لخلق كائنات اصطناعية تتمتع بذكاء شبيه بالإنسان. تم استكشاف هذه القضايا سابقاً من خلال الأساطير والخيال والفلسفة واقترح علماء الكمبيوتر والفلاسفة منذ ذلك الحين أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح خطراً وجوديا على البشرية إذا لم يتم توجيه قدراته العقلانية نحو أهداف مفيدة.
هل تعتقد أنني كتبت هذا المقال شخصياً أم أنني استخدمت الذكاء الاصطناعي بكل بساطة؟