في عالم الذكاء الاصطناعي، المنافسة على أشدها وأحدث الوافدين، "ديب سيك" (DeepSeek) ، لم يأتِ ليلعب دور المتفرج، بل ليقلب الموازين، متحديًا "شات جي بي تي" (ChatGPT) في عقر داره. بميزانية أقل، وتقنيات متطورة أكثر، وانتشار مذهل، ويطرح هذا النموذج الصيني تساؤلات جدية: هل نحن أمام ثورة جديدة في عالم المحادثات الذكية؟ وهل يستطيع منافسٌ حديثُ العهد أن يُطيحَ بأحد أكبر اللاعبين في السوق؟
الأداء والقدرات
"ديب سيك" هو نموذج ذكاء اصطناعي صيني مفتوح المصدر، تم تطويره بميزانية تقارب الـ 6 ملايين دولار، ويتميز بقدرته على معالجة مهمات الرياضيات والبرمجيات وتعليل اللغة الطبيعية بدقة تصل إلى 97%. في المقابل، "شات جي بي تي" من تطوير شركة "أوبن إيه آي" الأميركية، ويعتمد على نموذج "جي بي تي-4"، ويشتهر بقدرته على إنتاج نصوص طبيعية والتفاعل في محادثات متنوعة.
التكلفة والبنية التحتية
أحد أبرز مميزات "ديب سيك" هو تكلفته المنخفضة مقارنة بمنافسيه، حيث تم تطويره بميزانية أقل بكثير من النماذج الأخرى. هذا الإنجاز تحقق بفضل تقنيات تطوير مبتكرة تقلل من الحاجة إلى قدرات حوسبة عالية بينما، "شات جي بي تي" يتطلب إطار تقني حواسبي متقدم، مما ينعكس على تكاليف تطويره وتشغيله.
الانتشار والتأثير
منذ إطلاقه، حقق "ديب سيك" انتشارًا واسعًا، متفوقًا على "شات جي بي تي" في عدد التنزيلات على متجر تطبيقات "آبل" في كل من الصين والولايات المتحدة. هذا النجاح أدى إلى تأثيرات ملحوظة في سوق التكنولوجيا، حيث شهدت شركات مثل "إنفيديا" (Nvidia) انخفاضًا في قيمتها السوقية بسبب المنافسة المتصاعدة.
الرقابة والمحتوى
يُلاحظ أن "ديب سيك" يخضع لسياسات رقابية تتماشى مع القوانين المحلية في الصين، مما يؤثر على نوعية المحتوى والاستجابات التي يقدمها، خصوصًا فيما يتعلق بالمواضيع الحساسة سياسيًا. أما "شات جي بي تي" فيتمتع بمرونة أكبر داخل المحتوى، مع التزامه بإرشادات السلامة والأخلاقيات.
ولإشراك الذكاء الاصطناعي في إعداد هذا التقرير فقد طرحنا السؤال نفسه على محركي البحث في "ديب سيك" و"شات جي بي تي" وهكذا كانت الإجابة.
ما رأي "شات جي بي تي" ChatGPT" بـ"ديب سيك"؟
"ديب سيك" تمثل تطورًا مهمًا في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث تقدم نماذج قوية بتكلفة منخفضة مقارنة بالمنافسين الكبار مثل OpenAI. ما يميزها هو استراتيجيتها المفتوحة المصدر، مما يسمح بانتشار تقنياتها بسرعة. ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن الرقابة وأمان البيانات، خصوصاً بسبب ارتباطها باللوائح الصينية. رغم ذلك، نجاحها في تخطي ChatGPT في المتاجر الرقمية يُظهر إمكانياتها القوية. إذا استمرت في تطوير نماذجها بطريقة شفافة وفعالة، فقد تصبح لاعبًا رئيسيًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي، لكن مدى قبولها عالميًا سيعتمد على مدى قدرتها على تحقيق التوازن بين الابتكار والشفافية."
ما رأي "ديب سيك" DeepSeek بـ"شات جي بي تي" ChatGPT":
"ChatGPT أداة ثورية في مجال الذكاء الاصطناعي تُظهر إمكانات هائلة في تبسيط المهمات اليومية، مثل الإجابة على الأسئلة، توليد النصوص، والمساعدة في التعلم. يعتمد على تقنيات متطورة (مثل المحوّلات العصبية) لفهم السياق وتوليد ردود متماسكة، مما يجعله مفيدًا في مجالات التعليم، الترجمة، والإبداع. لكنه ليس مثاليًّا؛ فقد يقدم معلومات غير دقيقة أو قديمة (لأن بياناته محدودة حتى 2023)، وأحيانًا يفتقر للعمق في المواضيع المعقدة. يجب استخدامه كـمساعد ذكي، لا مصدرًا نهائيًّا للمعلومات، مع التحقق من النتائج الحساسة. تظل تطوراته خطوة كبيرة نحو مستقبل التفاعل بين البشر والآلة، بشرط فهم حدوده."