علي شكر 

حتى حلم لبنان نحو كأس العالم لبطولة كرة السلة بات مهدداً بفعل الفراغ الرئاسي والتجاذبات السياسية حول أحقية عمل الحكومة وتضارب الصلاحيات وسوابق قانونية ودستورية. آخر الآماني في ظل ما نعيش، لا بل التنهيدة الطويلة للأمل بـ"بكرا" الأفضل الذي طال انتظاره، ربما أيضاً باتت مهددة. بالتزامن مع مطالبة الإتحاد اللبناني لكرة السلة بتجنيس اللاعب الأميركي "أوماري سبيلماني" للعب في صفوف منتخب الأرز بعد تأهّله لكأس العالم، برزت أزمة كبيرة حول من سيوقع مرسوم التجنيس في ظل الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال، والتي يسبب اجتماعها في كل مرة كباشاً سياسياً حول الصلاحيات، وغالباً ما يتعدّى النقاش الدائرة السياسية ليدخل دوّامة المواد القانونية وما يصدر عنها من مصطلحات "مراسيم جوالة" وغيرها، إذ تجد أحياناً أن البعض يُفصّل القانون على مقاس أجندته السياسية خارجية كانت أم داخلية. الاتحاد الذي لا يفوّت فرصة لرفع اسم لبنان عالياً من خلال الانتصارات التي يحققها في مواجهات المنتخبات الكبرى، والذي لم يطلب يوماً اي دعم من الدولة اللبنانية وفق رئيسه أكرم الحلبي، يناشد اليوم الدولة لإيجاد مخرج قانوني من أجل تجنييس "أوماري". ويسلك مرسوم التجنيس في الحالات الطبيعية مساراً يبدأ من وزارة الداخلية والبلديات حيث يرفعه الوزير الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لوضعه على جدول أعمال أقرب جلسة حكومية، وعندما يتم التوافق عليه في الجلسة، يرفع إلى رئاسة الجمهورية ليوقّع عليه رئيس البلاد، وبذلك يكون قد دخل حيز التنفيذ. في غضون ذلك، ردَّ وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال "جورج كلاس"، في تغريدة عبر حسابه على التويتر على أمين عام الاتحاد شربل رزق الذي حمّله مسؤولية عدم تجنيس "أوماري"، كاتباً: "من حرصي على تطوير الرياضة وتفعيلها، وإكراماً لمحبّي رياضة كرة السلة التي نحبها، لا أوفر جهداً كوني وزير شباب ورياضة لإيجاد مخرج قانوني لتجنيس لاعب أجنبي لمساعدة منتخبنا الوطني الحبيب; مع العلم أن مرسوم التجنيس هو من الصلاحيات اللصيقة برئيس الجمهورية". من جهته، أكَّد رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية، النائب سيمون أبي رميا لـ"الصفا نيوز"، أن صلاحيات التجنيس لصيقة برئيس الجمهورية ولا يمكن نقلها إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، لافتة إلى أهمية البحث عن إخراج آخر للموضوع لكي لا يشكّل سابقة دستورية. ووعد أبي رميا، بنقاش الملف داخل لجنة الشباب والرياضة النيابية خلال الجلسة المقبلة. من جهة ثانية، أفادت مصادر رياضية رفيعة المستوى لـ"الصفا نيوز"، بأن "أوماري" لاعب متعدد المواهب ومن القلائل الذين يتمتعون بمستوى لعب متطور جداً، فضلاً عن أن طريقة لعبه "تتجانس" مع الفريق اللبناني وهذا يعتبر إضافة كبيرة للمنتخب، مشيرةً إلى أن وجوده يعطي لبنان فرصة كبيرة للتأهل للدوري الثاني ضمن بطولة العالم لكرة السلة وهذا الإنجاز إذا تحقق يكون الأول في تاريخ لبنان. وأضافت المصادر نفسها: "تأهل لبنان إلى الدوري الثاني لبطولة كأس العالم، يعني أنه أصبح بين 16 منتخباً من أفضل منتخبات العالم، كما ويتيح الفرصة للمشاركة في الالعاب الأولمبية للمرة الأولى"، موضحةً أن المنتخابات العربية التي تأهّلت إلى هذه المراتب يكاد عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. وكشفت أن منتخب لبنان لكرة السلة هو أحوج ما يكون اليوم لـ"اوماري"، معربةً عن أملها بأن تتوفر صيغة قانونية استثنائية لذلك.