هي التحديات التى تقف عائقاً أمام إنجاب عدد لا يستهان به من اللبنانيات اليوم، فتأخر سن الزواج نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية بالاضافة إلى الإصابة ببعض الأمراض المستعصية، كلها احتمالات "مخيفة" حول مستقبل أمومة السيدات، ولهذه الأسباب وغيرها باتت اللبنانيات تلجأنَّ إلى خيار الإحتفاظ بالبويضات وتجميدها لوقت لاحق تكون فيه الظروف أكثر ملاءمة.
تجميد البويضات، تقنية حديثة تتوزع على 3 مراحل، بدءاً من التنشيط (تنشيط البويضات) ومن ثم الجمع والسحب وصولاً إلى التجميد، ولنكون أكثر دقة في نقل المعلومة وتوضيحها، أجرينا مقابلة مع الأخصائي في الجراحة النسائية والتوليد الدكتور "زكي سليمان"، الذي استهل حديثه لـ"الصفا نيوز"، موضحاً أن الإقبال على هذا النوع من العمليات شهد زيادة ملحوظة خلال السنوات القليلة الفائتة.
1- أي فِئة من النساء يتوجب عليها التفكير بتجميد البويضات؟
النساء اللواتي يرغبن بتأخير الإنجاب من أجل متابعة مسيرتهنَّ التعليمية أو المهنية، بالإضافة إلى المصابات بالسرطان، حيث يوفر تجميد البويضات لهنَّ فرصة الحفاظ عليها قبل الخضوع للعلاج الكيميائي أوالإشعاعي.
كذلك، اللواتي يُعانين من ضعف بمخزون المبيض حتى لو لم يتخطَ عمرهن الـ30 عاماً، فضلاً عن أصحاب الأمراض الوراثية التي من شأنها التأثير على عدد وجودة البويضات، أو تلك التي تسبب العُقم.
2- متى يجب أن تقوم النساء بتجميد البويضات؟
العمر الأنسب لتجميد البويضات هو العشرينات وأوائل الثلاثينيات، من أجل الإستفادة من جودة وكمية البويضات، وفق اختبار الخصوبة الذي يعتمد على تعداد "الهرمونات" وفحص "المخزون"، لتقييم إحتياطي المبيض.
3- ماهي الخطوات التقنية لتجميد البويضات؟
أ.تنشيط التبويض
تستغرق مرحلة تنشيط التبويض مدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع، وتتكون من ثلاث خطوات أساسية:
1-إيقاف الدورة الشهرية، ليتمكن الأطباء من جمع وسحب البويضات بالتزامن مع تلقّي المرأة أدوية مُخصصة على شكل حقن يومية، أو بخاخ للأنف، يستخدم لمدة أسبوعين.
2- حقن المرأة بجرعات يومية من محفز المبيض، لمدة 10 أيام من أجل مضاعفة عدد البويضات المفرزة، وبالتالي جمعها ومن ثم تجميدها.
3-تقتصر على متابعة تطور عملية إنتاج البويضات، بحيث تخضع المرأة لعمليات مسح بالموجات فوق الصوتية لمتابعة المراحل المختلفة لإنضاج البويضة، والوقت المناسب لجمعها.
ب. جمع أو سحب البويضات
هو الإجراء ما قبل الأخير، ويستغرق ما بين 15-20 دقيقة، ومن ثم تجميد البويضات والاحتفاظ بها، حيث تُجمع البويضات إما عن طريق المهبل (إذا كانت متزوجة)، أو عن طريق فتحات دقيقة في البطن (اذا كانت غير متزوجة)، باستخدام التخدير الموضعي من دون جراحة، الآلية تكون عبر إيصال الأبر إلى كل مبيض وتسحب البويضات ثم تجمد في مراكز أطفال الأنابيب وبنك التجميد حيث تتوفر التقنيات اللازمة.
من جهة ثانية، لا تحتاج السيدات إلى المبيت في المستشفى وتحمّل نفقات إضافية، إذ ان كلفة العملية تبلغ ما يقارب الـ1800 دولار أميركي، أما عملية الاحتفاظ بالبويضات تبلغ نحو الـ100 دولار أميركي سنوياً.
4- هل يعتبر تجميد البويضات آمناً؟
وختم سليمان حديثه لـ"الصفا نيوز" قائلاً: "إنَّ البويضات المجمدة لا تشكل ضمانة للحمل في المستقبل ولكنها تزيد من نسبة حظوظه، ويُعتقد أن تجميد البويضات آمن تماماً ولا يرتبط بزيادة خطر حدوث عيوب خلقية أو تشوهات في الكروموزومات أو مضاعفات الحمل مقارنةً بالحمل الطبيعي".