كثُرت خلال الآونة الأخيرة التطمينات المترافقة مع التعزيزات الامنية في عدد من المناطق اللبنانية، في ظل ارتفاع منسوب القلق لدى اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، بالتزامن مع مرحلة اقتصادية واجتماعية مأزومة تمر بها البلاد، وصولاً الى انسداد الأفق السياسي والانقسام العامودي الحاصل داخل مجلس النواب والذي يجعله عاجزاً عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
كذلك، نجم من الأحداث السياسية الأخيرة وخصوصاً انعقاد جلسة مجلس الوزراء، أمس الاول، انقسام طائفي حاد (مسيحي- مسلم) دفع بالأصوات المنددة لها بالهمس إلى رفع الصوت بطريقة مباشرة وواضحة حول الصلاحيات والأحقّيّة والشعور بالـ"غبن" فضلاً عن انتصار طرف على آخر.
ولأننا في بلد قلَّ ما تحصل فيه الصُدف، فإن تملص البعض من مسؤولياته بطريقة استباقية والعودة إلى الحديث عن المثالثة في النظام وتعداد السكان والمسيحيين خصوصاً بالإضافة إلى أحاديث الفدرلة الجانبية والأمن الذاتي، كل ذلك ينمّ عن نية مبيته تمهد الطريق إلى حدثٍ ما وربما يكون إبراز المخاطر لإداراك أهمية "التسوية".
مصد أمني رفيع المستوى قال لـ"الصفا نيوز": "طالما أن الجيش اللبناني متماسك سيبقى الوضع الأمني التقليدي ممسوكاً، وان الانفجار الأمني الداخلي في حال حصوله، وهذا ممكن بدرجة كبيرة في ظل الانهيار النقدي والاقتصادي، يبقى الجيش قادراً على الإمساك بزمام الامور"، مشدداً على أن لبنان لا يزال يعتبر حاجةً دولية-اقليمية-داخلية لا يرغب أحد بالتفريط بها حالياً.
ويوضح المصدر نفسه، أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية من أمن عام وفرع معلومات وغيرها من الأجهزة والتي تُعتبر العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن، تمتلك معلومات دقيقة حول بعض التهديدات الأمنية والشبكات الإرهابية، ولذلك يقوم الجيش بإجراءات أمنية استباقية من خلال زيادة التعزيزات العسكرية في مناطق التهديد.
ويضيف: "الوضع الأمني التقليدي أو الكلاسيكي يرتبط مباشرة بالوضع الاقتصادي والنقدي، والعلاقة بينهما تناغمية"، معتبراً أن "تصريحات بعض المعنيين حول الشأن الأمني ورمي المسؤولية على شماعة الوضع الاقتصادي، بمثابة الهروب الإستباقي من المسؤولية في حال حدوث أي حادث أمني لا سمح الله".
من جهة ثانية، أكَّد المصدر الأمني أنَّ الوضع السياسي رغم "بشاعته"، إلا أنه لا يشبه الوضع عشية 7 ايار 2008، متابعاً: "سوء الوضع الاقتصادي الذي نعيشه الآن يكاد يكون بمثابة الصاعق الذي سيفجر الوضع".
وكشف أن التفجيرات الكبيرة أو الاغتيالات لا يمكن أن يتنبأ بها أحداً في لبنان مهما علا شأنه، كونها تدار من قبل غرف سوداء كبيرة، مشدداً على أن الجيش اللبناني استطاع السيطرة على ظاهرة "الأمن الذاتي" التي انتشرت في بعض المناطق، وهذا خير دليل على أن "الوضع ممسوك لطالما الأجهزة الأمنية متماسكة".
يذكر، بأن عدداً من الشخصيات السياسية باتت تحرص في الآونة الأخيرة على طريقة تنقلها، وتعمل على تقنين اجتماعاتها، لا بل تستبدل بعضها باجتماعات فيدويه والتي تُعقد عبر تطبيقي zoom وmeeting.