في سبع ثوانٍ فقط، يمكن لعقل شخص ما أن يقرر ما إذا كنت جديرًا بالثقة، كفؤًا، أو حتى ودودًا. إنها لحظة خاطفة، غير واعية في أغلب الأحيان، لكنها كفيلة برسم ملامح صورتك في أذهان الآخرين، وقد يكون تغييرها لاحقًا أصعب مما تتخيل. سواء كنت في مقابلة عمل، لقاء اجتماعي، أو حتى تفاعل سريع في الشارع، فإن الانطباع الأول قد يحدد مسار العلاقة بأكملها. فما الذي يجعل هذه الثواني القليلة بهذه القوة؟ وكيف يمكنك تسخيرها لصالحك؟

علم النفس وراء الانطباعات الأولى

تشير الدراسات إلى أن الانطباعات الأولى تعتمد بشكل أساسي على عاملين رئيسيين: الموثوقية والكفاءة. يميل الناس إلى الحكم أولًا على مدى موثوقية الشخص قبل تقييم مدى كفاءته. فإذا بدا شخصٌ ما ماهرًا ولكنه يفتقر إلى الموثوقية، فقد يُنظر إليه بعين الريبة، بينما قد يحصل الشخص الذي يبدو موثوقًا ولكنه أقل كفاءة على فرصة لإثبات نفسه.

الإشارات غير اللفظية: لغة الجسد الصامتة

تلعب لغة الجسد دورًا أساسيًا في تكوين الانطباعات. فالوضعية المفتوحة، والتواصل البصري الثابت، والابتسامة الصادقة تترك انطباعًا إيجابيًا، في حين أن الانحناء أو تجنب النظر في العين قد يُفسَّر على أنه عدم ثقة بالنفس. وتشير الأبحاث إلى أن 55% من عملية التواصل تعتمد على الإشارات غير اللفظية، مما يجعل لغة الجسد ذات تأثير كبير.

كذلك، فإن نبرة الصوت تؤثر بشكل ملحوظ على كيفية إدراك الآخرين للشخص. تظهر الأبحاث أن 38% من الانطباعات الأولى تتأثر بطريقة الكلام وليس بالمحتوى نفسه. فالصوت الواثق والثابت يعكس حضورًا قويًا، بينما قد يُفسَّر الصوت المتردد أو السريع على أنه علامة على التوتر أو عدم الاستعداد.

هل يمكن تصحيح الانطباع الأول السلبي؟

على الرغم من صعوبة ذلك، إلا أنه من الممكن تحسين الانطباع الأول السيئ. تشير الدراسات إلى أن التفاعل الإيجابي لثلاثة أو أربع مرات متتالية قد يساعد في تغيير التصور الأولي. الانطباعات الأولى ذات تأثير قوي، لكنها ليست خارج السيطرة. من خلال الانتباه إلى لغة الجسد، ونبرة الصوت، والمظهر العام، والتفاعل الإيجابي، يمكن لأي شخص ترك انطباع أولي إيجابي يدعم نجاحه في حياته الاجتماعية والمهنية.