كيف يمكن لموقف يبدو عادياً أن يتحوّل إلى سبب خفي لإنهاء مسارك المهني؟ قد لا تكون الأخطاء الكبيرة وحدها هي ما يُهدد وظيفتك، بل تلك اللحظات البسيطة التي تمر من دون أن تُلقي لها بالاً. تخيل أن كوب القهوة الذي تركته فوق مكتب زميلك، قد يكون السبب في قرارِ فصلٍ مفاجئ! هل فكرت يوماً أن رداً سريعاً، أو غياباً عن اجتماع، أو حتى طريقة تعاملك مع زميل، قد تغيّر كل شيء؟ دعنا نستكشف تلك المواقف الماكرة ونفك شيفرة أسبابها، بحسب المهندس ومسؤول تطوير الموظفين، مرتضى الشلبي.
المواقف الأربعة التي قد تُكلفك وظيفتك من دون أن تدري:
بريدٌ غاضب: هل نكتب قبل أن نفكر؟
في لحظة انفعال، قد تكتب بريداً إلكترونياً مليئاً بالانتقادات الحادة أو الكلمات الجافة التي تعكس غضبك. لكن هل فكرت كيف يمكن لهذا الإيميل أن يُقرأ بعد أن يهدأ الغبار؟ الإيميلات تحمل "نبرة" حتى إن كنتَ لا تتحدث، وأحياناً يقرأُها المدير أو زميل العمل بنبرة تختلف تماماً عن نيتك. قد ينظر الآخرون إلى ذلك كإهانة أو تعبير عن عدم احترافية، مما يُضعف الثقة بك. إحرص دائماً على قراءة بريدك مرتين قبل الإرسال؛ مرة بعينك، ومرة بعين من يقرأه.
الكرسي الفارغ: هل الغياب خيار آمن؟
قد يبدو تفويت اجتماع واحد أمراً بسيطاً، خاصةً إن شعرت أنه "ليس مهماً" أو لا يتعلق بك مباشرة. لكن حضور الاجتماعات لا يعني فقط الاستماع، بل يعكس اهتمامَك بالمساهمة في الفريق. الغيابُ المتكرر أو المفاجئ يُرسلُ إشاراتٍ إلى الإدارة بأنك غير ملتزم أو أنك لا تأخذ دورَك بجدية. تذكر أن صوتـَك قد يكون هو الفارق الذي يحتاجه المشروع، وكرسيك الفارغ قد يكون هو الصمت الذي لا يغفر.
مزحة ثقيلة: هل الضحك دائماً إيجابي؟
ربما ألقيتَ مزحةً عفوية أو تعليقاً اعتقدت أنه مضحكٌ، لكن هل فكرت كيف يمكن أن يشعرَ الطرفُ الآخر أو كيف يفسره؟ النكات غير المناسبة أو التعليقات الشخصية قد تُعتبرُ تصرفاً غير مهني، خاصة في بيئة العمل المتنوعة التي تتطلب حساسية تجاه الثقافات والآراء المختلفة. كلمة واحدة قد تترك أثراً سلبياً يصعبُ محوَه. كن ذكياً في اختيار كلماتك، فالابتسامة الخاطئة قد تكون آخر ما يتذكره زملاؤك عنك.
المهام المؤجلة: هل تعني أكثر مما تبدو؟
تأجيل المهام الصغيرة قد يبدو كأمرٍ بسيط، ولكن عندما تتراكم، تتحول إلى كرة ثلج تسحقُ ثقةَ فريقـِك بك. إذا طلب منك زميل أو مدير إنجاز شيء في وقت محدد ولم تفعل، فإنك لا تُخلف موعداً فقط، بل تخسر جزءاً من صورتك كموظف يمكن الاعتماد عليه. الالتزام بالمواعيد يعكس قدرتك على التعامل مع الضغوط والتحديات، وتأجيل المهام يعكس العكس تماماً. عامل كل مهمة على أنها فرصة لبناء سمعتك المهنية.