في الآونة الأخيرة، أثار ظهور رمز تعبيري (إيموجي) لجهاز "البيجر" على تطبيق واتساب جدلاً واسعًا بين المستخدمين، خاصة في الأوساط اللبنانية. يعود هذا الجدل إلى ارتباط جهاز البيجر بعملية أمنية نفذها الموساد الإسرائيلي ضد عناصر من حزب الله، مما دفع البعض إلى اعتبار إدراج هذا الإيموجي في هذا التوقيت تحديدًا عملًا مقصودًا يحمل دلالات سياسية.
تفاصيل عملية "البيجر" التي نظمها الموساد الإسرائيلي ضد حزب الله
في العام الماضي، كشفت تقارير إعلامية عن عملية سرية نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي استهدفت عناصر من حزب الله باستخدام أجهزة "البيجر" المفخخة. بدأت هذه العملية بعد أن علم الموساد بأن حزب الله كان يشتري أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان. استغل الموساد هذه الفرصة لتطوير خطة معقدة تهدف إلى اختراق صفوف الحزب وزرع أجهزة مفخخة بين أعضائه.
وفقًا لتصريحات عملاء سابقين في الموساد، تم إنشاء شبكة من الشركات الوهمية في عدة دول لشراء وتوزيع أجهزة البيجر المعدلة. تم تعديل هذه الأجهزة لتكون أكبر حجمًا بقليل من الأجهزة التقليدية، وذلك لاستيعاب المتفجرات المزروعة بداخلها. أُجريت اختبارات مكثفة على هذه الأجهزة باستخدام دمى للتأكد من دقة التفجيرات وتقليل الأضرار الجانبية.
في أيلول 2024، تم تفعيل هذه الأجهزة بشكل متزامن، مما أدى إلى مقتل 39 شخصًا وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله في لبنان وسوريا. اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن هذه التفجيرات، مشيرة إلى أنها كانت جزءًا من حملة عسكرية أوسع ضد الحزب.
ظهور إيموجي "البيجر" على واتساب والجدل المثار حوله
في 18 آب 2021، أضاف تطبيق واتساب مجموعة جديدة من الرموز التعبيرية، كان من بينها رمز لجهاز "البيجر". أثار هذا الإيموجي جدلاً واسعًا، خاصة في الأوساط اللبنانية، حيث لم يتنبه إليه اللبنانيون إلا من فترة قصيرة، أي مع بداية العام 2025، حيث اعتبر البعض أن توقيت طرحه يتزامن مع أحداث سياسية حساسة، مما يوحي بأنه يحمل رسالة مبطنة أو استهزاء بضحايا عملية البيجر التي نفذها الموساد ضد حزب الله.
تفاعل المستخدمون مع هذا الإيموجي بطرق مختلفة؛ فبينما رأى البعض أنه مجرد صدفة ولا يحمل أي دلالات خفية، اعتبر آخرون أن إدراجه في هذا التوقيت تحديدًا يُعد تصرفًا غير مسؤول من قبل واتساب، وقد يكون له تأثير سلبي على مشاعر المتضررين من العملية.
خاصية الإيموجي في واتساب: كيف تعمل؟
في هذا الإطار تواصل موقع "الصفا نيوز" مع خبير التحول الرقمي، الياس الأشقر، الذي شرح في حديث خاص أنّ "الرموز التعبيرية، أو الإيموجي، هي صور صغيرة تُستخدم في الرسائل الإلكترونية للتعبير عن المشاعر أو الأفكار. يتم تطوير هذه الرموز من قبل منظمة Unicode Consortium، وهي هيئة غير ربحية مسؤولة عن توحيد وتنسيق الرموز التعبيرية عبر مختلف المنصات والتطبيقات".
وأضاف الأشقر "عند اعتماد رمز تعبيري جديد من قبل Unicode، يصبح متاحًا للمطورين لإدراجه في تطبيقاتهم ومنصاتهم. يقوم كل تطبيق أو نظام تشغيل بتصميم نسخته الخاصة من الإيموجي المعتمد، مما يعني أن شكل الإيموجي قد يختلف قليلاً بين منصة وأخرى، لكنه يحمل نفس المعنى والرمز".
في حالة إيموجي "البيجر"،أوضح الأشقر أنّه " تم اعتماده من قبل Unicode في عام 2010، وأصبح متاحًا على مختلف المنصات منذ ذلك الحين. قامت واتساب بإدراجه في مجموعتها من الرموز التعبيرية في تحديثها الصادر في 18 أغسطس 2021".
رأي الخبراء التكنولوجيين
لتوضيح الجدل المثار حول إيموجي "البيجر"، تواصلنا مع الخبير التكنولوجي، المهندس سامر الحاج، الذي أوضح وعلى غرار الأشقر، أنّ "عملية اعتماد وإدراج الرموز التعبيرية تمر بمراحل عدة تبدأ من منظمة Unicode، ثم تنتقل إلى المطورين لتصميم نسخهم الخاصة. إيموجي البيجر تم اعتماده منذ عام 2010، وإدراجه في واتساب عام 2021 هو جزء من تحديثات دورية يقوم بها التطبيق لإضافة رموز جديدة."
وأضاف الحاج: "لا يوجد دليل على أن إدراج هذا الإيموجي في هذا التوقيت يحمل أي دلالات سياسية أو رسائل مبطنة. غالبًا ما تكون هذه التحديثات مجدولة مسبقًا ولا ترتبط بأحداث جارية."
في الخلاصة، بينما أثار ظهور إيموجي "البيجر" على واتساب جدلاً واسعًا، خاصة في الأوساط اللبنانية، تشير الأدلة إلى أن إدراجه كان جزءًا من تحديثات دورية للرموز التعبيرية ولا يحمل دلالات سياسية مقصودة. مع ذلك، يظل من المهم أن تكون الشركات التقنية واعية بحساسية بعض الرموز في سياقات معينة، وأن تأخذ بعين الاعتبار تأثيرها المحتمل على مشاعر المستخدمين.