في السنوات الأخيرة، أصبحت إبر التخسيس، مثل أوزمبيك، شائعة بين الأفراد الذين يسعون لفقدان الوزن بسرعة. ورغم أن هذه الأدوية طُوّرت في الأصل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، فإنها أصبحت وسيلة مغرية لفقدان الوزن دون الحاجة إلى تغييرات كبيرة في نمط الحياة. ومع ذلك، فإن هناك مخاطر محتملة مرتبطة باستخدام هذه الإبر، خاصة عند استخدامها دون إشراف طبي. في هذا المقال، سنستعرض تجارب بعض الأشخاص الذين تعرضوا لأضرار جراء استخدامها، بالإضافة إلى رأي طبيب متخصص حول المخاطر المحتملة.

ما هي إبرة الأوزمبيك وكيف تعمل؟

إبرة الأوزمبيك تحتوي على المادة الفعالة سيماغلوتيد، التي تنتمي إلى فئة من الأدوية تعرف باسم ناهضات مستقبلات GLP-1. تعمل هذه المادة على:

تحفيز إنتاج الأنسولين في الجسم.

تقليل مستويات السكر في الدم.

تأخير إفراغ المعدة، مما يؤدي إلى الشعور بالشبع لفترات أطول.

تقليل الشهية، مما يساعد على فقدان الوزن.

وعلى الرغم من فوائدها، فإن استخدامها خارج الإطار الطبي يحمل مخاطر قد تكون خطيرة على الصحة.

المخاطر المحتملة لإبر التخسيس

1. فقدان الوزن السريع وتأثيره على العظام

أظهرت دراسات عدة أن فقدان الوزن السريع يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور. وفقًا لدراسة نشرت مؤخرا، فإن الأشخاص الذين يستخدمون أوزمبيك أو أدوية مشابهة قد يعانون من ضعف في كثافة العظام بسبب عدم كفاية العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحة العظام.

2. مشاكل الجهاز الهضمي

أحد أكثر الآثار الجانبية شيوعًا لاستخدام إبرة الأوزمبيك هو اضطرابات الجهاز الهضمي، والتي تشمل:

الغثيان والتقيؤ.

الإسهال أو الإمساك.

آلام المعدة والانتفاخ.

وقد تحدث هذه الأعراض بسبب تأثير الدواء على إفراغ المعدة، مما يسبب تغيرات مفاجئة في عملية الهضم.

3. مشاكل في البنكرياس والمرارة

تشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام أوزمبيك قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس. كما تم ربط الدواء بحالات من حصى المرارة، والتي قد تتطلب تدخلًا جراحيًا في بعض الحالات.

4. تأثيرات على الصحة النفسية

بعض المستخدمين أفادوا بشعورهم بالاكتئاب أو التغيرات المزاجية أثناء استخدام إبر التخسيس. ويُعتقد أن هذه التغيرات قد تكون ناجمة عن التأثيرات الهرمونية للأدوية أو بسبب فقدان الوزن السريع الذي قد يؤثر على التوازن النفسي.

تجارب شخصية لأشخاص تضرروا من استخدام الإبر

تشارك هدى (32 عامًا) تجارتها الشخصية مع إبر التخسيس في حديثها لموقع "الصفا نيوز" وتقول "بدأت استخدام إبرة الأوزمبيك بعد أن سمعت عنها من صديقاتي. في البداية، كنت سعيدة جدًا لأنني فقدت 7 كيلوغرامات في أول شهر، لكن بعد فترة بدأت أعاني من غثيان مستمر وآلام في المعدة. كما أنني لاحظت ضعفًا في أسناني وشعري، وعندما أجريت فحصًا طبيًا، اكتشفت أن لدي نقصًا حادًا في الفيتامينات والمعادن."

أما كريم (40 عامًا) فلفت في حديثه لموقع "الصفا نيوز إلى "أنّني كنت أبحث عن حل سريع لفقدان الوزن، لذلك لجأت إلى إبرة التخسيس دون استشارة طبيب. بعد عدة أسابيع، بدأت أشعر بألم شديد في بطني، وتم نقلي إلى المستشفى حيث تم تشخيصي بالتهاب في البنكرياس. لم أكن أعرف أن هذه الإبرة قد تسبب مثل هذه المشاكل."

فيما سمر (28 عامًا) أشارت في حديثها لموقع "الصفا نيوز" إلى أنّه "بعد استخدام الإبرة لمدة ثلاثة أشهر، لاحظت أنني بدأت أشعر بالاكتئاب وفقدان الطاقة. فقدت 12 كيلوغرامًا، لكنني لم أعد أشعر بالسعادة. زرت طبيبًا نفسيًا وأخبرني أن فقدان الوزن السريع قد يكون مرتبطًا بتغيرات كيميائية في الدماغ."

ما رأي الأطباء؟

من جهتها، يقول الدكتور أحمد السعدي، أخصائي الغدد الصماء، إن استخدام أوزمبيك وأدوية التخسيس الأخرى يجب أن يكون بحذر شديد. ويضيف "على الرغم من أن هذه الأدوية قد تساعد بعض المرضى على فقدان الوزن، فإن استخدامها دون استشارة طبية يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة. يجب أن يتم تقييم كل حالة على حدة، ومراقبة المريض بشكل دوري لتجنب المضاعفات."

ويشير إلى أن "المرضى الذين لديهم تاريخ من اضطرابات الجهاز الهضمي أو مشاكل في البنكرياس يجب أن يتجنبوا هذه الأدوية. كما أن فقدان الوزن السريع قد يؤدي إلى مشاكل في صحة العظام. لذا يجب التركيز على نهج شامل يتضمن التغذية الصحية والرياضة بدلاً من الاعتماد على الأدوية فقط"

هل تستحق إبر التخسيس المخاطرة؟

على الرغم من أن أوزمبيك وأدوية التخسيس الأخرى قد توفر نتائج سريعة، فإن المخاطر المرتبطة بها تستدعي الحذر. تجارب المستخدمين تُظهر أن هناك آثارًا جانبية خطيرة قد تحدث، خاصة عند استخدامها دون إشراف طبي. لذا، من الأفضل اتباع نهج صحي ومستدام لفقدان الوزن، يعتمد على تحسين العادات الغذائية وزيادة النشاط البدني بدلاً من اللجوء إلى حلول سريعة قد يكون لها عواقب طويلة الأمد على الصحة.

إذا كنت تفكر في استخدام إبرة التخسيس، فلا تتردد في استشارة طبيب متخصص لتقييم حالتك الصحية واتخاذ القرار الأنسب لك.