يثير تفعيل "وضع الطيران" في الهواتف المحمولة على متن الطائرات تساؤلات حول جدواه الحقيقية، فبينما ينظر إليه البعض كإجراء روتيني بعد ربط أحزمة الأمان، يتساءل البعض الآخر عن السبب العلمي وراء وجوده ضمن كل إعدادات الهواتف المحمولة.

وفي هذا الإطار، كشف طيار مُحترف، يمتلك حسابًا على منصة "تيك توك" باسم "perchpoint"، أنّ عدم تفعيل "وضع الطيران" قد يُؤدّي إلى تداخلات في الأنظمة الصوتية للطائرة، خصوصًا سماعات الرأس الخاصة بالطيارين. وأوضح الطيار الذي تجذب فيديوهاته ملايين المشاهدات، أنّ الهواتف التي لا يفعّل أصحابها وضع الطيران خلال الرحلات، تُرسل إشارات بحثاً عن شبكة، ما قد يسبب طنيناً مزعجاً في أجهزة الاتصال، يؤدّي لإعاقة تلقّي الطيارين للتوجيهات الهامة من طاقم المراقبة الجوية. وأكّد الطيار أنّ هذه التداخلات، وإن كانت لا تُشكّل خطرًا على سلامة الطائرة، أو تُؤدي إلى سقوطها، إلّا أنّها تُؤثّر سلبًا على جودة الاتصال، ما يُصعّب على الطيارين تلقّي التعليمات الدقيقة المطلوبة خلال الرحلة. وأضاف الطيار، أنّ هذه التداخلات قد تحدث في ظروف مُعينة، مثل قرب الراكب من قمرة القيادة أو أثناء محاولة إجراء مكالمة أو تلقيها، كما تلعب عوامل أخرى دورًا، مثل مزود الخدمة وموقع الطائرة. وقدّم الطيار مثالاً من تجربته الشخصية، حيث واجه تداخلًا مماثلًا أثناء قيادة طائرة، ما تسبّب في سماع طنين مُزعج في سماعته أثناء تلقّي التوجيهات، قائلاً: "رغم أنّ المشكلة ليست خطيرة، إلا أنّها تكون مزعجة جدًا عندما تحاول التركيز على تعليمات الطاقم".

من جانبها، أكدت تامارا فالوا، رئيسة قسم الاتصالات في شركة "Wizz Air"، لمجلة "Condé Nast Traveler" أهمية تفعيل "وضع الطيران"، مُوضحة أنّ "الهواتف تُواصل إرسال إشارات كهربائية للبحث عن الشبكة حتى وإن كانت الطائرة بعيدة عن أبراج الاتصال، ويُؤدي تفعيل وضع الطيران إلى تعطيل هذه الإشارات بشكل كامل، ما يمنع أي تداخل مُحتمل مع أنظمة الطائرة". كما أشارت فالوا إلى أن شبكات الجيل الخامس (5G) قد تُفاقم من احتمالية التداخل، خاصة وأنّها تستخدم ترددات قريبة من تلك المُستخدمة في أنظمة الملاحة الجوية، وتحديدًا بالقرب من المطارات.