مُثَلث برمودا، الذي يُطلق عليه أحياناً "مثلث الشيطان"، هو منطقة جغرافية مشهورة في المحيط الأطلسي تمتد بين ولاية فلوريدا الأميركية وبرمودا أحد أقاليم ما وراء البحار البريطانية ودولة بورتوريكو. حاز هذا المُثلث على شهرة عالمية بسبب حالات الاختفاء الغامضة للسفن والطائرات التي عبرت عبره.
فهل يوجد حقًا سرّ وراء هذه الظاهرة، أم أن الأمر مجرد أساطير وتفسيرات مبالغ فيها؟
على مرّ التاريخ، بدأت شهرة مثلث برمودا تتزايد منذ منتصف القرن العشرين، بعد انتشار تقارير عديدة عن اختفاءات غير مبرّرة لبعض السفن والطائرات. وقد ظهرت حينها العديد من النظريات التي تحاول تفسير تلك الاختفاءات بأن بعضها ترتبط بقوى خارقة للطبيعة.
لكن بالرغم من الغموض الذي يحيط بهذه المنطقة، قدّم العلماء تفسيرات علمية وعقلانية لهذه الحوادث، من أبرزها:
- العواصف الاستوائية: المنطقة تشهد بانتظام أعاصير وعواصف شديدة تؤدي إلى ظروف بحرية وجوّية قاسيتين.
- الأخطاء البشرية: نقص الخبرة في الملاحة في ظل التكنولوجيا المتواضعة التي كانت متاحة في تلك الفترات، مما يزيد من احتمالات الحوادث.
وبالرغم من كثرة الأساطير والتفسيرات الخارقة، تشير معظم الأدلة العلمية إلى أن غموض مثلث برمودا لا يختلف كثيراً عن الاختفاءات التي تحدث في مناطق أخرى من المحيطات ذات الظروف الصعبة.
ومع التقدم التكنولوجي وتحسين أنظمة الملاحة الحديثة، انخفضت الحوادث في هذه المنطقة بشكل ملحوظ، مما يدعم الفرضية القائلة بأن الأخطاء البشرية والظروف البيئية القاسية كانت العامل الأساسي وراء تلك الحوادث.
وفي النهاية، يظل مثلث برمودا موضوعاً مثيراً يجمع بين العِلم والأسطورة، مما يجعله أحد أكثر الألغاز تشويقاً في تاريخ الملاحة البحرية والجوية.