فرض فرانسوا بايرو نفسه، بالمعنى الحرفي للكلمة، كرئيس وزراء فرنسا بعد حجب الثقة عن حكومة ميشال بارنييه. إيمانويل ماكرون، الذي أصبح أضعف سياسيًا من أي وقت مضى، لم يترك له بايرو أي خيار. لم يكن أمام الرئيس الفرنسي سوى تعيين الرجل البيرني، السياسي الوسطي المخضرم والمحب للملك هنري الرابع، الذي يشيد بفترة حكمه لقدرتها على توحيد الفرنسيين.

دامت المواجهة الحادة بين الرجلين ما يقارب الساعتين. بايرو، الذي جعل من ماكرون رئيسًا في عام 2017 بدعمه السياسي، هدد بسحب قواته من الجمعية الوطنية مما تبقى من الأغلبية النسبية للمعسكر الماكروني. في مواجهة سياسية مذهلة، أجبر بايرو ماكرون على الرضوخ.

سيحتاج بايرو بالفعل إلى دعم في الجمعية الوطنية لمواجهة الوضع الخطير لبلد يعاني من حالة من الاضطراب السياسي والمالي منذ حل البرلمان الكارثي في حزيران الماضي.

جاء أول إنذار مع تخفيض التصنيف الائتماني لفرنسا في الأسواق المالية من قبل وكالة موديز. أما الإنذار الثاني فجاء من أقصى اليسار الفرنسي، الذي وعد بالفعل بحجب الثقة عن حكومة بايرو المستقبلية حتى قبل تشكيلها.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي الجديد خلال مراسم تسليم السلطة مع ميشيل بارنييه: "فرص الصعوبات أكثر من فرص النجاح".

وتحدث بايرو حتى عن "هيمالايا" تنتصب أمامه وأمام حكومته لحل الأزمات التي تغرق فيها فرنسا حاليًا.

سيجد ماكرون نفسه في مواجهة صعبة مع بايرو. بايرو يلعب بكل أوراقه، مقتنعًا أن مصيره سيحمله يومًا ما إلى قصر الإليزيه. لكن، كم ستستمر هذه الحكومة الفرنسية الجديدة؟ هل سينتظر بايرو حجب الثقة؟ أم سيرحل بعد صدام جديد مع ماكرون، الذي يبدو في حالة ضعف؟ البيرني يتميز بطبع حار وإحساس سياسي بارد ودقيق!