في "سكتش الضيعة والمدينة" عام 1964 قدّما الفنانان الكبيران وديع الصافي وصباح لوحةً ليسَت كغيرها، عن حب الأرض والتعلق بها، وصاغا بصوتيهما معانٍ لبنانيّة يُدركها كثيرون، حتى من الأجيال الصّاعدة حالياً، التي تربّت على حب الوطن.


اليوم، تُهدمُ بيوتٌ بفعلِ العدوان الإسرائيلي على لبنان. صحيح أنّ الروح غالية، والبعض يواسي مَن قُصِفَ بيتهُ بالقول "المهم إنتو بخير"، لكنّ للمنازل أيضاً أرواح وفيها ذكريات، كيف إن هُدمَت على أصحابها، فالتحموا معها في رحلةٍ أخيرة؟

من سكتش الضيعة، قدّمت صباح "يا بيتي يا بويتاتي"، في دلالةٍ فنيةٍ على قيمة البيت "الذي يسترُ العيوب": "فيك خلقت وفيك ربيت وفيك بكفّي حياتي". هذا ما تهدمهُ إسرائيل اليوم.


كذلك شريك صباح في السكتش، وديع الصافي، قدمَ عملاً شهيراً بعدَ ذلك بعنوان "الله معك يا بيت صامد بالجنوب"، الذي "لا يتركه للديب ولا يُعيرُ مفتاحهُ"، ويقولُ عنهُ أيضاً: "إنتَ الهنا والعز إيّامَك... والقصر مَنّه قصر قدّامك... الله معك يا بيتنا". كُثر اليوم ودّعوا منازلهم بصورٍ وفيديوهاتٍ للهدم قائلين: "الله معك يا بيتنا".