أطلقَ الفنانُ المصري بهاء سلطان أُغنية فيلم "الهوى سلطان" (بطولة منّة شلبي وأحمد داوود). الأُغنيةُ بعنوان "أنا من غيرك"، كلمات وألحان عزيز الشافعي وتوزيع نادر حمدي. يُعدُ بهاء من أبرز الأصوات المصريّة حالياً، ويتّضحُ من خلالِ الإطّلاع على أدائه أنهُ يعتمدُ في كثيرٍ من الأحيان الغناء على طبقةِ الجواب. فالصّوتُ قد ينقسمُ بينَ جوابٍ عالٍ وقرارٍ منخفضٍ، ذلك بحسب ما يتّطلبهُ المعنى، لكنّ المغنيين الذين يبالغونَ باعتمادِ الجواب يدخلونَ في خانةِ استعراضِ قوّةِ الصّوت، حيثُ عندَ الجواب تظهرُ الإمكانياتُ العالية.
مع العلم أنّ صوت بهاء عندَ القرار جميل وشجي، تماماً كما أدائِهِ في أُغنية "كان زمان".
كذلك الأمر بالنّسبة للفنانة المصريّة آمال ماهر، أداؤها يُشبهُ أداء بهاء، حيثُ يتّمتعان بصوتٍ قوي، لكن قد يدخلان أحياناً في خانةِ الصّراخ أو إتعاب الأُذن. فهل على المغني أن يستعرضَ قوّة صوته أو أن يوظّفهُ بحسب العمل والمعاني المُراد إيصالِها؟
ذلك لا يُلغي أبداً أنّ آمال ماهر وبهاء سلطان من الأصوات الأجمل عربياً، لكنّ صوت أُم كلثوم هو الأقوى، ولم تكنْ تعتمدُ الجوابات إلاّ في إطارِها المناسب. الأمرُ يحتاجُ لملحنٍ يُديرُ الإمكانيات الصّوتية ويوظّفها كما يجب، فتتبلورُ القوةَ في مقاطع محدّدة من العمل، أمّا بالمجمل، على المُستمع أن يتبعَ الإحساسَ أولاً، لأنّ الصراخ العالي والمبالغات قد تُفقدُ المُغني خيطَ الإحساس!