قبلَ أُسبوعين تقريباً، خسرَ الممثلُ اللبناني الكوميدي حسين مقدّم منزلَهُ في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، وذلكَ بسببِ العدوان الإسرائيلي. 

وفوقَ المبنى المهدوم، وجّهَ "مقدّم" رسالةً للعدو، مُعبّراً عن عزيمةِ اللبنانيين في مواجتهِهِ، وحَمَلَ ملابس شّخصيّة "شقلوب" التي اشتهرَ بها على شاشة قناة LBCI. بقيتْ هذه الملابس من بين مقتنيات قليلة، لم تطلْها آلةُ الحربِ الصّهيونيّةِ.

@almashhadmedia نشر الممثل اللبناني حسين مقدم مقطع على انستغرام من موقع منزله الذي تهدم في ضاحية بيروت جراء القصف الإسرائيلي على لبنان #اخبار_المشهد #لبنان #حسين_مقدم ♬ original sound - Al Mashhad المشهد

منذُ ذلكَ الحين يُسجِّلُ الممثلُ اللبناني فيديوهات قصيرة بشخصيّة "شقلوب"، مخاطباً العدو، بشكل خاص أفيخاي أدرعي "النّاطق باسم جيشه". ويتطرّفُ "شقلوب" في اعتمادِ السُّباب والإيحاءات الجنسيّة في هذه الفيديوهات.

يُفهَمُ أنّ حسين مقدّم في حالةِ غضبٍ كالكثير من اللبنانيين الذين خسروا منازلهم وذكرياتهم، لكن في جميع الأحوال فإنّ الفيديوهات التي يُسجّلُها يراها الجمهورُ المحلّي من مختلف الفئات العُمريّة، فهل من المعقول أن يُعتمدُ الرّدُ بالسُّباب والإيحاءات الممنوعة؟

وبالأساس، ما إن عُدنا لشخصيّة "شقلوب"، فهيَ تنالُ من الأشخاص الذين يُعانونَ من مشاكل في البصر، وكذلك تربطُ بينَ مشاكل البصر والنّطق. الشّخصيّةُ تعتمدُ الإضحاكَ لا من خلالِ الموقف أو الموضوع، بل لمجرد السّخرية من القُصور. لذا حتّى لو كانت الكوميديا في زمنِ الحرب لمواجهة العدو، لا بد لها ضوابط وتُحاسبُ على ما تُقدّمهُ، لأنّ الغاية لا تبرّرُ الوسيلة، لكن يبدو أنّ "مقدّم" يحاولُ الاستثمارِ في شخصية "شقلوب"، فيمنحها شعبيةً ورمزيةً في الحرب.

من جانبٍ آخر، يرى البعضُ أنّ الاستثمار في "شقلوب" جيّد ومفيد، لأنّ "إسرائيل" أضرّتْ بكلِ الفئات وقد تخرجُ الأُمور عن السّيطرة في الرّد، وفي مدى اعتماد المعايير الأخلاقيّة، ضمنَ حربٍ غير متكافئة في وجهِ عدوٍ منزوع من الإنسانيّة والأخلاق.